12 مارس 2021

عن هشاشة الحب ذات الحدين

 كل كلمة قلتها وفكرة آمنت بها وانت تحت تأثير الحب.. سيحاسبك عليها كل من سمعها منك بعد أن تصحو من وهمك. بعد أن تنسى انت أنك قلتها أو آمنت بها يومًا.

 أحب الحب، لكل الأسباب التي تجعل من الصعب ألا نحبه، ولكل الأشياء التي تجعله ضروريًا للحياة وللروح.. لأنه المعنى الأصدق والأرق لمعرفة ومشاركة الحياة، ولإدراك نفسك ولإتساع قلبك لسكن آخر. ولتعثر على بعض من نفسك في أعماق شخص آخر.

ونحب الحب خاصة لأننا لا نختاره، أو نناده، أو ننتقي أهلنا منه، إنه يأت نحونا ويصطدم بنا ثم نتعرف عليه. ونألفه ونحبه.

لكنني لا أأمن الحب، خاصة إن لم يكن حقيقياً أو في غير أهله. لأنني حين أحب أفقد بعضًا من توازني، وبعضًا من أنانيتي الضرورية تجاه ذاتي، بعضًا من حكمي الناضج المجرد من العاطفة، بعضًا من حسمي وقوتي وذكائي ونفوذي، أستبدل كل ذلك عوضًا بالحنان والإهتمام والهشاشة والرفق، وأمنح الأمان المنفلت في حبي. الحب فقدان ضروري لبعض من أنانيتنا وصلابتنا وتوازننا الثابت، وحين تفقد بعضًا من توازنك وصلابتك في القصة الخطأ، أو الظروف الخطأ، أو مع الأشخاص الخطأ، فإنك بالضرورة ستسقط. ولن يسع أحد نحوك حتى من فقدت لأجلهم كل ذلك. فلو أن من بجانبك كان بجانبك بالفعل وأحبك حقًا، ما كان توازنك ليختل حتمًا.