28 نوفمبر 2020

مقايضات يلزمها الزمن أن تصير ضرورية

 اكتشفت انه ربما لم يعد بامكاني أن أحارب "خاصة ضد مصلحتي وراحتي وحقوقي البديهية" لأجل أي شيء مجددا في الحياة. على الاقل ليس بمثل نفس التكريس والاصرار في صباي، وليس وحدي بالمعنى الأدق. وما لم تحارب الأشياء نفسها لأجلي على طريقتها.  لا يمكننا الحفاظ على شيء، أي شيء، ما لم يساعدنا هو أيضا في الحفاظ عليه. لقد حاربت بالفعل لأجل أشياء عديدة إما خذلتني بعد كل ما بذلت لأجلها، أو كان بعضها خاطئا، حينها تكتشف ان حربك لأجلها ربما ليست الخيار الصحيح وأن الخيار الصحيح أحيانا قد يكون في الانسحاب او الانتظار او الصمت. او فقط أن لا تفعل شيء. لقد اكتشفت ايضا انني امضيت حياتي في مقاومة اختيار: ألا افعل شيئا، وكأنني مضطرا دائما لفعل شيء ما. من هنا أعتقد أنني استنزفت نفسي حتى انتهت طاقتي لخوض معارك جديدة حتى لأجل بعض حقوقي أو أحلامي أو لأجل الحياة. أعتقد انني لم أعد راغبا حتى في خوض معركة لأجل شيء مهما كنت راغبا به ومؤمنا به أو مخلصا له، طالما لا أجده. ليس فقط لأنني فقدت طاقتي، أو رأيت الحزن يمر من داخلي في كل مرة خذلتني الأشياء التي تمسكت وحاربت واعتنيت بها، بل الحقيقة أنني فقدت شجاعة ومغامرة دخول معركة أعرف أنني قد اخرج منها مهزوما وخاسرا. فالحياة تعلمنا مع الوقت أن الأمل لا بد له من بعض الاحتراس والحذر، والا نتصرف وفقا له وحده. الانسان يصل لوقت لا يستطيع فيه المقامرة مجددا بما تبقى معه من نفسه او رصيده من اي شيء.   لطالما كنت أعتني بالأشياء وأصب لها كامل صدقي وحبي واهتمامي واخلاصي على أمل البقاء، بينما الآن، ينبغي للأشياء التي تريد البقاء حقا.. أن تعتني بي بدورها أيضا.  

في مرحلة ما من الحياة، على الأشياء التي تود البقاء ان تعتني بنا بعد ان اعتنينا بها طويلا. على الحياة والاخرين والاشياء والاحلام ان ترعانا، كما فعلنا ورعيناها طويلا كما يجب ولم ندخر جهدا. اعتقد اننا حينها نكون قد تعرفنا على الاستقرار.. وتعلمنا التصالح مع أحلامنا.. أن نتوقف قليلًا عن المحاربة أو القلق لأجل الاشياء وننعم بوجودها وإخلاصها في البقاء من تلقاء نفسها.