22 يناير 2020

..

 كنت دائماً للآخرين الشخص الذي أتمناه لنفسي.
كم يبدو ذلك رائعاً من الخارج.. وكم يبدو ذلك محزناً في حقيقته.
يكون الآخرون ما أتمناه وهم يقفون أمام بابي فقط. وهم يحاولون منحي الأمان بمحبات كبيرة لا تستدعي جهدا أو بذلا منهم لكنها تأسرني بصدقها ودفئها، إنه قلبي! يلين للمحبات الكبرى، لكنهم يتكاسلون عن كل شيء جدير بالرعاية في الحب حتى عن محباتهم ذاتها ما أن يتمكنوا من الدخول لما خلف الأبواب المغلقة، أو هم لا يعودون بحاجة للحفاظ على ما ضمنوه وملكوه بالفعل يوماً حتى لو كان قلباً، أو حباً سعوا لأجله طويلاً ومراراً. 

يقف البشر عادة على بابي، بمحبات وقرابين غالية من الروح ومحاولات، وهم خارج ملاحظتي، حتى أراهم، وأشعر بهم، فأفتح الباب. وما أن يدخلوا أعمق في روحي، أكون أنا لهم ما يتمنونه وما لم ولن يجدونه يوماً مرتين، وما كنت أتمناه لنفسي دائماً، وهم يصيرون ما يصيرون، غرباء عن الصورة الأولى.
غرباء متكاسلين حتى عن حمل المحبة برفق ووفاء في أرواحهم.