اليوم سألتني صديقتي.. ماذا نريد من الحب؟ .. وشعرت بأنني ربما اختلفت إجابتي فيما مضى.
خطوات كثيرة لأجله، ولم نعد نريد من الحب في الطريق الطويل سوى السكينة. سوى الثقة به والطمأنينة فيه. لا القلق ولا التقلبات المناخية ولا خلق الشكوك حوله وبداخله ولا النزالات والمنافسات الوهمية التي لم نخترها على الأرض. نود القتال لأجل الحب في العالم ما صار حقيقيًا، لا القتال داخله في ساحات ثواب وعقاب أبدي لا نفهمها. الحب في وداعته ليس ساحة نزال أو مساومة او منافسة على هدف يحب التلويح بذاته لنحظى فقط بلحظة طيبة صادقة هي أبسط بديهياته في الحياة. على اللحظة أن تأتي برفق للمحبين وتعانقهم صادقة تجاههم.
لا نريد من الحب سوى الراحة فيه من حروب العالم.. لا الزج بقلوبنا في حروب وهمية حوله.
لا نريد سوى اليد التي تمتد لتمسك بيدنا برفق وتطمئنها، فقط تطمئنها، لا أكثر، لا تصفعها، ولا تفلتها، ولا تلقي بها في الحلبة مع أشياء عدة عرضة للأذى والشكوك والألم واليأس من حقيقة الحب. اليد المحبة التي نقاتل لأجلها دائمًا، ولا تقاتلنا هي مطلقًا. ليس هكذا يكون الحب. حبنا. إنه ما نقاتل لأجله.. ولا يقاتلنا.
ما أجمل الحب الذي يكون مطمئنًا وصامدًا في بساطته. لا مساومًا على نزال أحقية في حلبة أو معرضًا للرياح المتقلبة. لا يسعى لاثبات شيء سوى نفسه. تنمو قوته داخلنا وبيننا بمعزل عن الكون ومناوشاته. وهذا الحب يستحق أن نتبع من يمنحه لنا حتى أقصى الكون، ونقاتل دائمًا لأجله، ونصبر لأجله وعليه، ونغفر لأجله، وننتظره، ونعود إليه، ونراه بمحبة كما نرى أنفسنا، أو حتى ندفن أرواحنا في تراب إلى جواره.