أعرف عيوبي بدقة، وأعترف بها بشجاعة، شجاعة قد لا تتسنى لهؤلاء ممن قد لا يرون عيوبهم بعين عادلة كما يروا عيوب الآخرين بعين مكبرة. أعلم أخطائي جيدًا، وأعتذر عما فعلت بشجاعة دون حاجة إلى التلويح في مجاز أو تورية. أنا امرأة شجاعة، في هدوئي وفي غضبي، وفي حديثي ومواقفي، وحتى فيما أدون من رسائل حرة دون حاجة للاختباء في تورية او دعابة أو مجاز. والتسلح بأي نكران. وما أعنيه هو ما أعترف به وحده.
وأعلم عن غضبي الكثير.. كما أعلم عن هشاشتي.
وفي غضبي قد أتفوه بحماقات كثيرة وأقذف بأسلحة بلاستيكية في الهواء تبحث عن مهرب من الجدية، ولا صحة لها داخلي بالمرة. وأنا أعلم هذا. لأني لا أغضب إلا لأمر جلل ولشعور جلل شق صدري بألمه. خاصة لو أن من شقوا صدري هم ممن أحبهم بحق ولا أنتظر منهم الألم، أحيانًا أشق صدرهم بأسى كوني لا أصدق الأمر. وكوني غاضبة على إيذاء كل هذا الحب. أعلم غضبي جيدًا، وكل ما أجده من ألم أحيانًا يخرج غضبًا.
ولكني في طبيعتي الهادئة والدائمة أعلم كيف أحب وكيف أحنو.. كيف أرعى وأدلل وأغفر وأخبيء السكينة في حضني وأفتح البيت للنجاة دائمًا. أمنح المقربين لي من الحب ما يفوق أحيانًا ما تمنحهم أمهاتهم؛ أمنحك الربيع مزهرًا في رضاي.. دون اللحظات العجاف في استيائي.
ولكنني كأي شخص.. لست ملاكًا مجردًا؛ بل خليط من هذا وذاك بنسب مختلفة، يؤسفنى أن يتناسي أحد الأخضر الدائم فى حديثى وقلبي ووجودي.. ويختار العشبة الضارة المؤقتة !
انها مأساة ثانية، أن يشيع الزهايمر في العواطف.. كما تشيع الأوبئة في البحر.