14 سبتمبر 2021

 سهلت نوافذ اسوشيال ميديا -للاسف- للناس ترويج أمراضهم النفسية عن بعد، في صور أخرى قد تبدو اكثر منطقية او اجمل لاخفاء تشوهاتهم. اصحاب النقص الذين يتعالون ويتباهون بأشياء ليست ذات قيمة، والاتنشن هور الذين يفتعلون قضايا كاذبة لجذب انتباه ويدعون ما ليسوا عليه، والمحبين الذين يفتقدوا للتظاهر لا للحب نفسه فيصبح حبهم نشرة اخبار مبتذلة للجميع، والسوداويين الذين يسبون الآخرين لإيلامهم بالكلمة. سهل الطعن والتنمر والتشويه والاساءة للآخرين عن بعد ومن خلف كيبورد بكل جبن.. لكن الأسوأ والأخطر أنه سهل الإيذاء. 

ما أسوأ وأحط أن تؤذي إنساناً عن بعد. بأي شكل كان؛ سباب، إساءة، ادعاء، تبلي، تشويه، تلقيح متدني، اتهام كاذب، قضايا ملفقة، اشارات جارحة، ابتزازات غير مباشرة، لكن الحزن الأكبر أن تتوقف لتشاهد شخصين جمعتهما حياة واحدة بكل تفاصيلها بعيدا عن الناس، يستخدمون نوافذ الكترونية لتجريح بعضهم أمام الناس. لأسباب غالبا لا تستحق مثل هذا الإيذاء وأشياء تعنيهم وحدهم دون عرضها على العالم في صحيفة صفراء. أشعر أن الحب نفسه يحزن مثلنا تماماً عندما نرى مثل هذا التصرف، فكيف يتنكر له الناس هكذا، بقسوة وبنهم مخيف للإيذاء والتجريح بسخرية من آخر ربما كانت أنفاسه تشارك أنفاسنا يوماً نفس الفراش. لن أفهم قسوة البشر وجحودهم ونكرانهم ما استطعت! وأحزن عندما أرى ما أرى. 

ما أفهمه وللأسف.. منذ اكتشف الإنسان مدى خطورة الكلمات وسهولة الإيلام بها، كما اكتشف كل ألعابها الأخرى، وهو يعرف كيف يطعن بها الآخرين جيدا وخاصة بما سهلته التكنولوجيا من حصانة وسهولة وبعد.. برغم أنه لم يكلف نفسه شيئاً لاستخدام الكلمات ذاتها في الحب والمداواة والتصالح والطمأنة والدعم وتضميد أي جرح.