6 مايو 2019

أوهام طيبة

 تتفق الأساطير جميعًا أن للقلب أحيانًا حدس.. ويقول الصدر في بعض الأوقات أن للحدس أيضًا، قلب مرهف.. قلب الحدس أحيانًا يدرك الكذب فيما يتذوقه من الحياة.. يدرك العلامات والإشارات والتفاصيل في الطيات والتاريخ والتاريخ الآخر والالتقاطات والقصص والسكريبتات المكررة الماضية بنفس البدايات والنهايات والحشو لكل حالة وكل عالم وكل قصة.. داخل ما تتناوله روحه بطمأنينة وثقة. يدرك في كل الاشارات المفضوحة أمامه ولا توافق نسخته المزعومة من الخريطة في الطريق، ومشاهد التاريخ المرسل، لكنه يغمض عينيه ويتجاوز أشباح الأكاذيب في طعم الأشياء..  ويتجاوز ألغام العلامات في طريقه بخفة. فقط، لأنه يريد أن يتغاضى عن بعض الحقائق، لصالح الجمال والصدق.. يفعلها متعمدًا ولا واعيًا في آن، يريد دائمًا أن يمنح قصته الشعور بأنها مختلفة وبريئة من الشبهات وخالصة الطيبة..  يفعلها فقط، كي تبدو الصور أجمل كما كانت. ويبقى الطريق صديقًا لنا.

على أحدنا دائمًا أن يكذب - ولو على ذاته - لكي تبدو الحقائق أجمل وأقل فداحة. وأرحم عبورًا في أرواحنا. ويتعايش مع أكاذيبه الطيبة حتى يصدقها تمامًا. ويحبها ما استطاع.

تلك الأوهام الجميلة تبدو ألطف أبنائنا الأشقياء.

ونحن لا نقتل أبنائنا.. حتى الأشقياء منهم.