بمرور الوقت أكتشف أن تذوقي للشعر ببساطة هو الخفة والنفاذ للروح.. - كما كثيراً ما أحب الشعر الذي يشبه شعري، وهذا مما لا يمكن شرحه بكلمات -. أو.. أنني ببساطة، أحب الشعر الذي لا يتحذلق ولا يتفلسف عوضاً عن أن يقدم شعوراً يمسني أو يحرك شعوري. ولكن، بعض قصائد الشعراء أحسها ثقيلة من شدة تضخم المفردات التي تثقل وزن خطوة القصيدة وتمنع جريانها وانسيابها، أو رتقها بجمل غرائبية بلا روح تصلح منفردة أكثر وتم تنسيقها سوياً لتصنع قصيدة مفككة تبدو ثقافية الواجهة، كأنما ترتدي نظارة مقعرة. وأحياناً هناك قصائد لشعراء بعض أعمالهم جيدة فعلاً، لكن البقية تخرج ثقيلة ومتحذلقة ومضخمة المفردات بلا معنى شاعري حقيقي ملموس خلفها. ولعل هذا عصر التضخيم في الأدب والشعر ربما بشكل مزعج. هناك قصائد بسيطة للغاية لكنها تحمل من الشعر وقيمته ما يفوق قصائد متحذلقة بالمفردات وثقيلة الصياغة. وهناك سهل ممتنع، يقدم العمق بسلاسة شاعرية.
الشعر الخام في الحياة قبل النص، يعيش يومياً وسط التفاصيل اليومية ويجري ببساطة. عذب وبسيط كالهواء.
القصيدة إن لم تلمس آخر العصب بمعناها الشعري بالأساس ونشعر بها، نتذوق شعورها في فمنا كالحلوى، لا نتذوق مجرد مفردات منتقاة وصياغة غرائبية لربطها، لن تعود قصيدة. القصيدة عليها أن تمر برعشة العمود الفقري، لا أن تمر بنيل رضا المعجم.