15 أكتوبر 2016

لماذا يكتب من نقرأ لهم ؟!!





في سنوات صباك وبينما كان أحد أقاربك المتحاذقين يضبطك متلبسًا بقراءة كتاب فترتبك وكأنك شوهدت بمحل جريمة, قبل أن يمطرك بالسخرية السخيفة، أو يسألك متحاذق آخر أخبرنا لماذا تقرأ لهذا الكاتب ذو الاسم الصعب الذي لا يمكنني نطقه، أيها المثقف ؟ .. بعد أن ينتشل منك الكتاب بغشم بالغ ويجري به بعيدًا بالطبع. أغلب صبية القراء مروا بهذا الموقف الهازيء السخيف في طفولتهم. ولكن .. تخيل ..
تخيل أنك تراسل من تقرأ لهم حول أنحاء العالم .. ولنفترض أن السؤال جال بذهنك هكذا ، "لماذا يكتب من نقرأ لهم .. ؟!"
اطلق العنان لخيالك قليلًا ثم افحص صندوق خطاباتك لتقرأ الرد :  

فيكتور هوجو : "أكتب عن هموم البسطاء اللذين تسحقهم المدينة"
فرانسوا ساغان : "لأتبجح بما أريد دون قيود .. أنا هكذا حرة"
ماركس : "لأقتل ذيول الرأسمالية في العقول النابتة"
كافكا : "كي لا أفقد نفسي .. أو أتورط معها"
جوركي : "لكي أحتج ! "
سقراط : "في الحقيقة، لا أعرف ! لكني أحاول أن أعرف .. "
كونديرا : "يجب على العالم أن يعرف علته ليشفى .. وأنا أجلد هذه العلة"
فيرجينيا وولف : "أكتب كي أنقذ نفسي من غربتي"
ساراماغو : "لأن المجتمع أعمى .. وأنا أبحث عن الرؤية الصحيحة"
نيتشة : "كي أعبر عن مبلغ احتقاري للعالم واشمئزازي من قذارته"
سيمون دي بوفوار : "لأحصل كامرأة .. للمرأة على احترامها"
سوزان عليوان : "أتمنى أن أضع على وجه العالم لمسة ناعمة ربما تخدرني عن بشاعته"
ابراهيم الفقي : "هذه خطوة ايجابية منك .. سأخبرك الآن كيف تتدرب على الصبر بعد ان تطرح ذلك السؤال في انتظار اجابته"
أجاثا كريستي : "لا أحب من يسأل .. اكتشف بنفسك"
ديكنز : "لأتجاوز أوقاتي العصيبة وأنعم براحة عقلية"
زوسكيند : "أبحث عن الكاريزما .. "
يوسف السباعي : "وكيف كنت سأعيش غرامك بحرية لو لم أهديكِ كلماتي كتابةً يا منية الروح"
كارل ساغان : "الكتابة كوكب بذاته .. كل ذرة في مركبات العالم تستحق أن يكتب عنها"
سيلفيا بلاث : "أحاول أن أنتحر بالكتابة .. انها موهبتي"
كازانتزاكيس : "كنت أتمنى أن أجد في الكتابة عزاءًا عن الإنسانية التي تلاشت"
كامو : "هل يخصك الأمر بشكل ما ؟! "
أحمد خالد توفيق : "لأنني أعرف الكثير مما يدور خلفك، وسأخبرك بالكثير .. شرط أن تتبعني وتلتزم التكتم ! "
بيسوا : "لأني أخاف من احساسي بذاتي .. أخاف من وجوديتي ولكنني أرغبها"
بثينة العيسى : "أنا أكثر من صوت الدقائق وحده .. وروحي تغرق بي"
سيوران : "بالتأكيد لن أعاني وحدي من كل ما أراه من سوداوية .. أليست الكتابة حلًا للنجاة من ظلام العالم؟!"
ماركيز : "كنت أحاول أن أجعل الحياة أكثر قيمة من كونها محتملة"
شوبنهاور : "انني أشعر بالعذاب في كل شيء .. كخنزير تحت سكين الذبح وأضع همي في الكتابة لانشره بعيدًا"
يوسف زيدان : "لأفقد بعض نرجسيتي في الكتابة .. فأنا مثقل بذاتي الثرية"
شتاينبك : "أضع جهدًا عصاميًا خاصًا في كتابتي، كاف لصنع فكر الرجال"
شكسبير : "اه ، عندما أكتب .. كم يترقرق الخيال في روحي بمثالية"
دستويفسكي : "المجتمع قبيح .. ونكتب كي لا نتجمل"
تشاك بولانيك : "بهدوء أزيل العار عن خجلك، وأفكك خليطك"
ديكارت : "أظنني سأفكر قليلًا بالرد .."
بينما يقرأ بيتهوفن الرسالة التي وصلته عن طريق الخطأ – كما يظن – ويمررها إلى شوبن، الذي يبتسم في غموض ويجلس، ليعزف ..
تصلني رسالة من مجهول ذو خط أنيق يسألني فيها : "باعتبار أن هذه لعبة تلتزم بالأدوار .. لم تخبرينا بعد لماذا تكتبين انتِ أيتها الطفلة ؟"
_ "أمثالي، يكتبون لأنهم لا يملكون مسدس أو بندقية يصوبونه نحو قلوبهم"
وأحتار في وجهة الارسال .. بينما يبتسم "دمبلدور" بثقة من وصله الرد من دون بومة سحرية. يبدو أنه قرر أن يرد أخيرًا على خطاباتي الساذجة التي كنت أرسلها في طفولتي من نافذة الغرفة للالتحاق بمدرسته السحرية !