نملك القوة الكافية لأن نظهر عكس ما نشعر به من سوء، لكننا ندرب تلك القوة ببعض القسوة، ليبدو عكس ما نكنه من حب.
حين تكون المحبة مؤذية أو مخطئة.. أحب الانفراد بها داخلي.
قسوتي لم تكن أبدا كقسوة الآخرين.. إنها موهبة إخفاء الحنان في اللامبالاة المتعالية ببراعة.
أقسو على نفسي في إخفاء المحبة.. أقل مما أقسو على الآخرين في إظهار عكسها، وأغفر بقسوتي تلك لحماقاتهم في معرفتي وأخطائهم الفادحة معي.
فلا أحمل لهم غضبا.. ما اعتبرت أن قسوتي تكفلت بتكفير ذنبه سرا داخلي. انها معادلة تبدو عادلة جدا لي.
ربما لأنهم لم يتذوقوا هذا الحنان أبدا.. مهما اندفع نحوهم كالطفل الشغوف وعنفته إلى الداخل بصرامة.
قسوتي.. هي الوهم الخالص. الذي أجيد صناعته وبيعه..
فلا أؤذي بجدية.. ولا أؤذَى بسهولة.
كالمخدرات المضروبة.. التي يتوهم مدمنوها كما أقنعهم البائع بأنها حقا "تسطل".