بينما كان الشاعر يأخذ الفتاة من يدها ليغرسها في القصيدة، كانت الصغيرة تفكر في كيفيّة غرس روحها في التراب لتصير أجمل !
كان يخبرها بمعسول الكلام كيف أن القصيدة خربة من دونها، وأن فتنتها ستمنح المجاز بعدًا حسيًا لا يتكرر وجسدًا جديدًا .. كان يخبرها أنها حلوة، وأن ملامحها يمكن أن تسدل على نوافذ البيت، بدءًا من عينيها وشعرها وكتفيها و ... ، و .... كان يرسم لها جنة ما ويعدها بها، بين ذراعيه !
بينما كانت تفكر .. ولو حدث أن زرعت روحها في الأرض وأمطرت السماء، هل ستنمو ؟، هل ستنبت من جسدها الخضرة وتكبر .. هل ستتغير درجة حرارة العالم داخل قلبها عندما تصير "نبتة" ؟!
كم ستصير روحها حلوة، وخضراء .. بدءًا من أظافرها الصغيرة وحتى أبعد شريان في قلبها .. قلبها المليء بالتفاصيل والألوان والشوارع وأصوات الطيور ورائحة الياسمين وموسيقى التانجو ولوحات ريناتا وألحان بليغ والعاطفة الناعمة المسكوبة في كوب من الشوكولاتة الساخنة يوميًا.
قلبها الذي يحلم بأن يسقط بين ذراعي شجرة .. أو في مذكرات كافكا التي لم تنشر بعد.
ولا يمكن حصره في قصيدة .. أو جنة !