كنت أمقت كوني حساسة، اعتقدت أنها صفة تجعلني ضعيفة، وتهزمني حين لا يجب. ولكن خذ هذه الصفة مني وستأخذ جوهر ما يجعلني أنا فعلًا. ستأخذ ضميري، وتعاطفي، وصبري، ودفئي، وحدسي، وإبداعي، وحسي المرح، وحناني، وتقديري لكل الأشياء الصغيرة، وطاقتي في المنح، وحياتي الداخلية الجامحة، ووعيي العميق بألم الآخرين، وقدرتي الفائضة على الحب، وقدرتي على أن أرى في الاخرين ما لا يراه سواي، وفوق ذلك شغفي بهذا كله.
كل من لا يحترم حساسيتي، لا يصل لعاطفتي. وفوق ذلك وجدت أنني كتلة بشرية عادلة لها معادلاتها للبقاء لن اكون مزهرة ومانحة دائما، هناك أوقات سأحتاج لمن يمنح ويروي ويطمئن ويتفهم، أو على الأقل لمن لا يخذلونني فقط. أي لمن يحبونني دائما دون شروط.
أما من لا يتحملونني أو يراعونني في أسوأ حالاتي أو يستغلونها ضدي بما يدفعني للخوف أو الألم، فلم قد يستحقونني في أفضل حالاتي.
بعد وقت طويل صرت أنضج وأتصالح مع هشاشتي دون خجل، ومع حساسيتي دون خوف، وأقدر من يقدرون بشريتي قبل استثناءاتي.. لأنها جزء من المرأة التي منحتهم أيضا الحب والاستثناءات.
* كاتلين جابا ' ترجمة أسما حسين - بتصرف طويل