17 فبراير 2018

رافاييل نوبوا - مت أنا وعاش أخي.


لم أسامح أخي التوأم الذى هجرني لست دقائق فى بطن أمي، وتركني هناك، وحيدًا، مذعورًا في الظلام، عائمًا كرائد فضاء في ذلك السائل اللزج، مستمعًا إلي القبلات تنهال عليه في الجانب الآخر.
كانت تلك أطول ست دقائق في حياتي، وهي التي حددت في النهاية أن اخي سيكون الابن البكر والمفضل لأمي.
منذ ذلك الحين، صرت أسبق بابلو في الخروج من كل الاماكن: من الغرفة، من البيت، من المدرسة، من القداس، من السينما - مع أن ذلك كان يكلفني فارق مشاهدة نهاية الفيلم.
وفى يوم من الأيام، التهيت، فخرج أخي قبلي إلي الشارع، وبينما كان ينظر إلي بابتسامته الوديعة، دهسته سيارة.
أتذكر أن والدتي، لدي سماعها صوت الضربة، هرعت من المنزل ومرت من أمامي راكضة، ذراعاها كانتا ممدوتان نحو جثة أخي لكنها تصرخ باسمي. حتى هذه اللحظة لم أصحح لها خطأها أبدًا..
__
من أجمل القصص القصيرة التي لم يستدل حتى الآن على أي معلومة عن مؤلفها سوى اسمه.