قرأت مؤخرًا رواية شآبيب لأحمد خالد توفيق.. للصدق لم أنو شراءها بسبب خيبات أمل أحزنتني في روايات ماضية مع العراب، لا تشبهه بالمرة، لكني فعلت بتحريض من صديق وكاتب أثق به كثيرًا وقلت لم لا. أحب أحمد خالد توفيق كثيرًا. وكثيرًا للغاية. أنا ممن تربوا على كتاباته وتغذوا في بداياتهم على أعماله.. أكاد أعشقه، وهو في طليعة كتابي المفضلين دائمًا. لكني لم أحب تلك الرواية أيضًا، وهذا تذوقي وحدي بالطبع ويخصني وحدي.. لكن رأي المحب للمحبوب هو أيضا محبة أحيانًا.
ربما لست فتاة ضليعة بالأدب أو فذة ككاتبة أو قارئة دؤوبة لأقول رأيًا به.. لكني محبة مخلصة ومتذوقة لما أحب. ويحزنني أن يستسهل الكبير في قلوبنا إعداد ما يمنحه بحب كالصغار. أستطيع أن أجامل وأنافق بدوري كما يفعل بعض الزملاء وتفعل بعض الزميلات بلطف وربما ان فعلت لتفوقت في الأمر عليهم، لكنني لا أفعل ولا أحب أن أجرب. لذلك قد يغضب مني البعض للأمر. عزيزي أحمد خالد توفيق هو كاتب فذ بالنسبة لي كقارئة نهمة له تنتظر أعماله بلهفة وتحملها منذ كانت طفلة، ربما ليس أديبًا ضليعًا أو بارعًا بالمقاييس الشائعة لكنه كاتب محبب وفريد من نوعه، فقط هو ليس بروائي بارع كما هو كاتب متمكن من مجاله.. تبدى ذلك في أعمال سابقة وتبدى لي مجددًا في شآبيب.. وكم أحزنني أن أحبط منه للمرة الثالثة، يحاول العراب أن يخرج عن اطاره الذي يعطي فيه أكثر مما يكفي ليكسب جدارة أطر أخرى لا يمنحها حقها بالمرة.
وأعتذر للعراب إن كان سيصله ذلك، لكنني لا استطيع أن أجامل أحدًا أحبه أو لا أحبه للأسف، لا أستطيع حتى مجاملة نفسي وخداعها كالبعض ممن يجيدون الأمر. لكنني أعرف شيئًا واحدًا.. أن أحمد خالد توفيق كبير جدًا وسيظل كبيرًا بتاريخه لدينا كله وكتاباته الجميلة التي كبرت معنا وفينا، وكل ما ترك لنا من نعم أدبية، سيظل كبيرًا بداخلنا، لكنه ليس مضطرًا لاثبات قيمته بالتجريب المتعجل في أي ناحية على حساب الجودة الحقيقية للعمل، أنت كبير بما يكفي وباق بكل قيمتك دون محاولات بقاء..
أحب العراب وأحب من يحبونه عادة وصنعت أصدقاءا يحبونه عبر السنوات.. وهو باق داخلنا جميعًا وأكبر من أن يسعى لاثبات المزيد دون أن يمنحه حقه أو يشبهه بالمرة..
ولعل كلامي يمر مرور كلام الخيرين وعتاب الأحبة بصدق.. دون تحيز أو مبالغة أو استياء.
مجرد عتاب من شخص يحب..
أرجوك اجعلنا نقرأ مجددًا ما نعرفك فيه..