7 أكتوبر 2017

الغرباء يشربوننا كل يوم



لقد كبرنا يا أمى.. وأصبح الغرباء يشربوننا كل يوم!

حين يطرق أحدهم بابك، فأنت لا تراه الا اذا فتحت الباب، او استرقت النظر اليه من الثقب. كانت احدى عيوبى دائما أننى حين يطرق قلبى الناس لا أسترق النظر مسبقًا من الثقب !
أفتح قلبى للعابرين من دون مواربة .. وأتحمل فيما بعد كل دنس الاحذية العابرة !
وأدرك متأخرة أن الأشياء العابرة، كل الأشياء العابرة .. جرائم خاطفة لا يعاقب عليها القانون.

العابرون، يتغذون على براح قلبي يا يافا !
يعبرون في قلبى، مثل شخصيات كرتونية، أحبها بطفولة، أرسم صورا جميلة لهم .. وأغرق نفسى فيها !
وحين تنضج روحي، وينتهى الدور، أستيقظ من الوهم. فأجد الشاشة مظلمة.. الفيلم انتهى !
مثل البلهاء لازلت أستثمر طيبتي في الناس حتى يثبت لقاء العكس. وأخسر كل أسهمي.
يمر بك العابرون جائعين، يبدو أن جمالك لا يحرك أحدًا منهم .. يحدث أن يغدو البصير أعمى أحيانًا ! .. ربما لو أمكنني أن أعيرهم قلبي.. ليروني، كما أراهم .. بعينيه.