28 سبتمبر 2017

الكلاب لا تعرف الفرق



الكلاب لا تعرف الفرق بين الخوف والحزن.
 اقترب كلب مني اليوم متحفزا ينبح بشراسة، بينما كنت أستمع إلى نجاة الصغيرة وأشعر بالحزن.. غصت عيناي بالدموع وأنا اقطع الطريق سيرا وأستمع لأغنية تحزنني والتي تليها والتي تليها، كل الأغاني تأكل قلبي على مائدة ذكرياته على أية حال. وأنا حتى لا أحب نجاة ولا أحب البكاء في الشوارع. انتفضت على نباح كلب اقترب مني بشراسة شديدة وانا مندهشة لاقترابه.. كنت اظن الكلاب تقترب ممن يشعر بالخوف، لا بالحزن! فهل اشتم حزني، ولماذا أثاره؟! .. توقفت عن الشعور بالخوف من الكلاب منذ سنوات طويلة، وصرت على العكس أصادقها. لكن الكلاب على ما يبدو لا تعرف الفرق بين الخوف والحزن، تماما كبعض البشر.
في ذلك اليوم انقض عليّ كلب لأول مرة، وأبعده أحد العابرين عني! فقط لأني حزينة..!
ولأن الكلاب تتبع غريزتها فقط، أدركت يومها أن الخوف ليس ما يثيرها، بل الضعف. انها تشم الضعف وتتناوله. الضعف الذي يحمله الخوف هو ذاته الذي يحمله الحزن، نفس الهشاشة وسرعة العطب، والحماية المنزوعة وضعف مناعة الروح. وربما يحمله الحزن أكبر. الكلاب لا تفرق بين الخوف والحزن.. انها تنقض على ضعفك فقط.
اليوم كاد أن يعضني كلب شرس فقط لأني حزينة وروحي عارية بالشارع أمامه ! .. مثلما عض قلبي العديد من البشر، لأني كنت شفافة.. وهشة.
اليوم عدت أخاف مجددا، من الكلاب .. والبشر كذلك.
كلاهما لا يعرف الفرق بين الخوف والحزن. انه ينقض على نقاط ضعفك فقط.