أحب عمر الشريف لانه يمثل حالة بأكملها من عمر مصر.. عمر ليس مجرد ممثل وسيم لطيف، عمر يمثل الرجل الذكي الموهوب المتصالح مع ذاته عادة، صاحب الحضور والألفة وليس الكاريزما الجنسية، يمثل التسامح المجتمعي لقبول الاخر والاندماج التام من الاخر، يمثل الحب بكل لطافته وهشاشتنا امامه ورعونته وأخطائه ايضا، يمثله بفطرته البسيطة. يمثل ان يكون الرجل على سجيته دون مجملات لان وضعه بحاجة لها، حتى انه حين انفعل وصفع مذيعة ووبخ اخرى وعلى عكس أغلب الناس لم أنفر منه، بل ارتحت له أكثر، كنت ضد تصرفه الفظ وارفضه، وهذا ما جعلني اثق به اكثر، لانه يخطيء في الضوء ولا يخفي نقصه وغلطاته.
انه فقط رجل على سجيته، وبعكس رجل مثل رشدي اباظة فهو جذاب بحق.. بعكس رشدي الذي لا اجده جذابا او لافتا او فاتنا بالمرة، ولا اجد به سوى الموهبة كممثل احبه فقط وليس كرجل. فرشدي لم يكن على سجيته يوما، كان دوما في سعي واضح لتلميع فرادته كرجل، واكتسب كل هالته وجاذبيته المضخمة من سمعته كرجل هاو للنساء ومتعدد العلاقات وسيرته المرددة، وما يوحي بأنه (مقطع السمكة)، كما قد توحي امرأة لعوب بالأمر، ولنا ان ندرك حقيقة ان في مجتمعنا ازدواجي المعايير فان الرجل والمرأة يكتسبون احيانا صدى مضخم لجاذبيتهم او الفضول حول وزن شخوصهم لمجرد كونهم (دولاب) علاقات او (استراحة ضيوف) حية. وبمكيال الاخرين فلا بد وان بهم شيئا ابعد، بينما القيم الابعد فعليا ما كانت لتجعل اي شخص بحاجة لهذا. وبدون هذا فهم لا يعدون شيئا في الانسانية، اي لا يعدون شيئا بالاساس فعليا.
ولو لم يكن لرشدي كل هذا الكم من السير والعلاقات والحكايات المضخمة لتظهر مدى جلال ذكورته، لما كان ليلفت الانظار بشيء من تلقاء نفسه كشخص مجرد.. حين تريد ان تعرف قيمة شخص الحقيقية، عريه من كل ما ينسج حوله.. من حكايا وسمعة ونظرات وتأويلات، عريه وضَعه في غير اطاره، وانظر كيف يسلب انتباهك حتى وهو مار في طريقك بشخصيته وحدها وروحه وحدها. وفي هذا اثق بان رجل مثل رشدي اباظة لن يلفت انتباه أحد وهو مجهول يعبر في شارع، كما يفعل انسان مثل عمر الشريف حتى كبائع في شارع جانبي بمجرد أن يطل وأن يتحدث.
__
(ما يرد على صفحتي هو رأيي ويمثلني بالضرورة ولا داع لان يمثل سواي او لمواكبة رأسي مع رأسك)