ألطف الناس، وأعذبهم وأكثرهم رقة، لن يكون بنفس الصفات مع شخص يفتقد للذكاء العاطفي، أو يحبطه شعوريا دائما ويمنحه اليأس، أو مع شخص يقابل لطفه بخشونة وغشم، أو من يلحق به أذى وضرر، أو مع من لا يعامل لطفه كما يجب، شيئا فشيئا سيدفعه تكرار الاحباط او خيبة الأمل أو الألم للتخلي عن لطفه، ولأن يتعلم كيف يحمي خصوصية نفسه وروحه فقط كهدف أولي. وفي أبسط الأحوال سيتعود أن يعامل الطرف المقابل بنفس طبيعته هو، الطبيعة التي يفهمها، لأنه لن يفهم الطباع الأكثر حساسية ولطفا وذكاءا عاطفيا، أو حتى بما قد يناسبه هو من معاملة.
وهذا مما يحتمل أن يتعلمه كل شخص في هذه الحياة طالما خرج للحياة باتساعها.. أن اللطف حتى وإن كان صفة أصيلة متجذرة في الروح، لا يصلح مع كافة البشر. ولن يصمد مع كافة البشر.
وأحيانا، للحفاظ على اللطف والحنان الحقيقي دون أن يتلوث بفعل الألم والخيبة فيتبدد أو يتغير تماما.. علينا أن نحميه ونحافظ على طاقته ونحدد مستحقيه ونقننه.
حتى العذوبة، في هذا العالم، علينا أن نحميها بظلال من حذر وجولات انتقاء، لتبقى.