6 فبراير 2020

 المسألة في الحب.. ليس فقط أنه يجعل الإنسان سعيدًا. هذا تبسيط مُضلل.. الحقيقة أن الحب ينهي كل أسئلة الإنسان تجاه نفسه. القلق بشأن الحياة والروح. انعدام الثّقة بالآخرين وحتى النّفس. النظرة المرتبكة للذات.. العلاقة المرتبكة مع الجسد.. الخ. كل حُفر الرّوح المؤلمة هذه في الحياة، يردمها الحب كأن لم تكن. يردمها ويجعل أرضية القلب خضراء ومطمئنة وجاهزة لإستقبال أيّ سعادة.. فترى العاشق يفرحه أي شيء بسيط، غير مفرح بالضرورة، ولو زقزقة عصفور أو لعب طفل أو حتى الفراغ.. يفرحه الفراغ

لذلك، عندما تجول بقلب إنسان بدعوى الحب.. وتدخله تلك الجنة الوهمية ثم تُخرجه منها فجأة أو تجرحه داخلها. فالموضوع أكبر من حُزن عابرٍ، هو لا يصبح حزينًا. هذا أيضا تبسيط مُخل! ما يحدث حقيقة أن كل الحفر القديمة في نفسه تعود لتظهر مرة أخرى ومضخمة عشرات المرات هذه المرة! وكل مخاوفه من العالم وناسه كذلك. لأن واحة طمأنينته ذاتها أخرجت وجهًا آخر للخوف، يعود قلقه من العالم وعدم ثقته بالآخرين، ونظرته المرتبكة لنفسه وشعوره بعدم كفايته. وخوفه من الحب. وأسئلته التي تؤلمه. كل هذا يعود وبزخمٍ أكبر. وألم أكبر.

الحياة.. كل الحياة.. تدور حول أن يُحبّك شخص واحد فقط. وتحبه هو فقط. تكتفي به ويكتفي بك. تعتني به ويعتني بك. تمنحه منك ما يمنحك منه، دون مقارنة بغيركما من العالم، لذلك لو لم تكن ترى في الشخص المُقابل اختيارًا مُناسبا وواحدًا وكافيًا، وتشعره بذلك بكل عدالة وطمأنينة الحب.. فكل ما يحدث هو أنك تجرحه وتجدد مخاوفه وتعبث بقلبه بلا عدالة.

* كتابة جميلة أحببتها لـ ديك الجن، مع تصرف شخصي بسيط