
"لم أكترث بمن يلاحظني وأنا أرعاها وأمسِّدها وأتحدث إليها، وينصحني بالتخلص من تلك العظام الخرساء كما لو كانت غريبة عني.
أخبرني حبيب قديم لي في ما مضى أنني أشبه بطلة فيلم “خطوات للتذكُّر"، هل كانت البطلة حالمة حينها؟ أو ساذجة ربما. ربما كنت أشبهها في عينيه، وفي ذلك الوقت. لكنني في الحقيقة كنت أشبه "ألْمَا” بطلة فيلم “خيط وهميّ"، على استعداد لوضع السُّمِّ في الزُّبْد للرجل الذي أحبه كي أحتفظ به إلى الأبد. على استعداد لأن يمسحني على شريحة خبزه الأخيرة، لنتعفن معًا. هو فقط لم يكُن يعلم بالمرأة التي تنضج
تحت جلدي. هكذا صرت أحب، أحب بطريقة لم يسبق لأحد اكتشافها بعدُ فِيَّ، حتى الشهد في الحب قد يخرج من شفاهنا بمذاق سامّ، والحب يأتي بجرعات قاتلة في بعض أحيانه. "
- مقتطف من (لن أكون سندريللا)
#العودة_من_سيلفيا_بلاث
في الخلفية:
يروى من حكايات القرون الوسطى، أن الزوجات الفرنسيات في بعض البلدات كن يضعن سمّا مخففا لأزواجهن في الصباح، فإذا ما تأخر الزوج في العودة إلى بيته تبدأ أعراض التسمم بالظهور عليه، ومن دون أن يدري، فيصاب بالغثيان والصداع والمغص، فيعود مسرعا إلى البيت، طالبا العون من زوجته، فتدسّ له مضادّا للسم مرة ثانية، لينتعش ويتعافى، فيعتقد الزوج المخدوع أن بعده عن بيته وزوجته هو السبب في تعبه ومرضه، فلا يفكر بالبعد ولا الخيانة. ويبدو أن تلك الطريقة سواء كانت حقيقة أو خيالا لا يزال لها سحرها في جذب النساء حتى الوقت الحالي، ولو حصلن على هذا السم ومضادّه سيتلاعبن - بكل هوس الحب المحتمل - على الأزواج. ويمتد سحرها إلى بناء القصص أيضًا.
أما في آخر أفلام دانيال دي لويس، (خيط وهمي)، فآلما، الحبيبة وفي تحول تراجيدي، تدس السم لوودكوك، في طعامه الذي تصنعه بيديها، فقط لأنها كانت بحاجة إلى حاجته إليها، فتجعله يمرض، بينما تلك مصل الشفاء، لتقوم برعايته وهو على حافة الضعف. وكلما ابتعد عنها تطعمه الضعف ليعود.