باب يقدمه: أحمد ليثي - جريدة القاهرة
__
أسماء حسين كاتبة وشاعرة من مصر، من مواليد 1990. درست الإعلام فى جامعة عين شمس. صدر لها فى القصة القصيرة: “عذرية”، و”فسحة بويكا”، وفى الشعر: “أجمل الوحوش التى عضت روحى”.
تعتبر الواقعية السحرية هى شغفها الأدبى الذى يشغل الجزء الأكبر من اهتمامها، كما أنها تعتبر نفسها قارئة شعر فى المقام الأول وترى أن قارىء الأدب من دون الشعر ينقصه الكثير.
* ما الكتب الموجودة على طاولتكِ الآن؟
جنازة ثانية لعماد حمدى وحيد الطويلة، والنظر من ثقب الباب لأحمد أبو العزم، ومسيرة الفيل لساراماجو
* ما أهم كتاب قرأتيه مؤخرًا؟
- سلسلة «أغنية الجليد والنار» لجورج مارتن وقد حصلت عليها مؤخرًا فى لغتها الإنجليزية إلى جانب الترجمة لمواكبة خط العمل التليفزيونى بقدر الإمكان، وهى تستحوذ على انبهارى التام على مستوى الكتابة واللغة والدقة فى نسج وبناء التفاصيل والعوالم المتجاورة المتجانسة فى مدار موازٍ للواقع من نسج الخيال. وهى فى ظنى أحد أهم الأعمال السردية مؤخرًا على عدة مستويات. ومجموعة «العالق فى يوم أحد» للكاتب الفنان عبد الله ناصر، وأحب أن أصف عبد الله بالفنان دائمًا، لأنه يكتب فى رأيى فنًا تعبيريًا حقيقيًا. أرى أنه معادل الفنان التشكيلى فى السرد والكتابة. لا يتوقف عن إسعادى وإبهاري. أنا عالقة فى حب كتابته منذ اكتشافى له عند أول قراءة لمجموعته “فن التخلي” وقد أصبح كاتبًا مفضلًا لدي.
* ما هو كتابكِ المفضل ولم يسمع به أحد؟
- رواية «الصبية والسيجارة» لبونوا ديتيرير، وهى رواية رائعة ليست معروفة على نطاق واسع، أرشحها عادة لمن هم على مقربة مني. كذلك أعمال “أفونسو كروش” خاصة روايته “الكتب التى التهمت والدي”، ورواية “سارقة الكتب” لماركوس زوساك، وهى جميعها ليست أعمالًا لم يسمع بها أحد بالمعنى الحرفي، وإنما أعمالًا أراها على قدر عال من الجودة ولم تقرأ على نطاق كافٍ.
* من هم الكتاب، الروائيون، النقاد، كتاب السيناريو، المسرحيون المعاصرون الذين أثروا بكِ؟
- أخشى أن أسقط البعض فهم كثر بالطبع، وليسوا بالضرورة معاصرون، لنقل روائيًا وقصصيًا: ميلان كونديرا وبورخيس ونجيب محفوظ وخوان خوسيه مياس وربيع جابر ودستويفسكى وكالفينو وإبراهيم أصلان ويحيى الطاهر وماريو بينيديتى وأفونسو كروش وكافكا وأحمد عبداللطيف وبثينة العيسى وموراكامى وساراماجو ومحمد المخزنجى وستيفان زفايج. فى الوقت الحالى هناك كتاب يؤرخون لمشوارهم الأدبى الغنى والقيّم، ويعملون على صقل أعمالهم باستمرار وبصورة فنية دقيقة دون التفات لمعطيات السوق التجارية واهتمام بالمبيعات أو اثارة ضجيج حول العمل وتلك السباقات اللاهثة، وهم من أفضّل القراءة لهم وأثق بمتابعتهم أكثر مثل عادل عصمت وعبد الله ناصر وحسن عبد الموجود ومنصورة عز الدين وأحمد الفخرانى وضياء جبيلي، وفى السينما أحب أندريه تاركوفسكى وروبرت بريسون «وأرى أنهما على الترتيب يمثلان للسينما ما يمثله بورخيس ودستويفسكى للأدب»، وأيضًا مارتن سكورسيزى وجيم جارموش وبيدرو ألمودوفار وغييرمو ديل تورو ومحمد خان وداوود عبدالسيد وعاطف الطيب ورأفت الميهي، فى المسرح ليس لى ذائقة معينة لأننى لست من عشاقه ورواده بشكل كبير باستثناء أعمال وليام شكسبير، فى المقابل أنا أولى اهتمام أساسى وعشق خاص للفن التشكيلى كشغف وكمتابعة ودراسة أيضًا، وأعتبره أداة إلهامى الأولى. وأتابع كل الفنانين والحركات التشكيلية وأحرص على التعرف على الجديد مما أجهله وباستمرار بينما أفضل بيكاسو وشاجال ومن المعاصرين أحب توماس روت وفابيان بيريز وأوين جينت وصفوان داحول. فى النقاد أحب ميلان كونديرا وألبرتو مانغويل وأمبرتو ايكو ورولان بارت، وعبدالفتاح كيليطو وإيهاب الملاح ومحمود عبدالشكور، من كتاب السيناريو أحب عوالم ومخيلة محمد أمين راضي، منذ مشاهدتى “نيران صديقة” من سنوات ومتابعة بقية أعماله لم أجد كاتبًا يمنحنى نفس الذائقة وفى ظنى هو المعادل الدرامى لقفزة رأفت الميهى الفانتازية التى حدثت فى السينما المصرية، وأقصد بذلك إرساء وتأثيرًا لا تشابهًا.
* متى تقرأين «الروتين المعتاد فى القراءة»؟
- ليس لدى طقس محدد أو روتين للقراءة.. لكن الحد الأدنى من الهدوء شرط ملازم لها، لا أستطيع القراءة فى وجود أى قدر من الصخب.
* من تثقين برأيهم فى الكتب؟
- فى الحقيقة ذائقتى المجردة فى المقدمة هى أكثر ما يرضينى رغم كوميدية اعترافى بذلك، وأثق كثيرًا بذائقة بثينة العيسى وإيهاب الملاح وعبد الله ناصر ومحمد النبهان ومنصورة عز الدين ومحمد أبو زيد ومحمد خطاب والخضر شودار.
* ما الذى يحرككِ فى أى عمل أدبي؟
- أن لا يقتصر على سرد حكاية ما، بل أشعر بأن للكاتب نظرته الخاصة للأشياء وللعالم. وأن يجعلنى أشعر بالألفة داخل العمل والرغبة فى الدخول إلى عالمه.
* ما الأنواع الأدبية التى تفضلينها، وما الذى تتجنبينه منها؟
- الواقعية السحرية لونى الأدبى المفضل وهى تستولى على الرصيد الأكبر من شغفى فى القراءة، كما أعتبر نفسى قارئة شعر فى المقام الأول من قراءاتي.. وأرى أن قارئ الأدب من دون الشعر ينقصه الكثير للشعور بغايات الأدب ذاته، فقد تخلى عن جهاز اللغة العصبى والحساس وهو الشعر. لأن باعتقادى القصيدة الجيدة هى الإيجاز الحسى لكل ما يمكن أن يقال فى كل لون آخر، وهى الموجز الذى بإمكانه الوصول أسرع وأدق إلى طرق العمود الفقرى للقارئ. إلى جانب ذلك أقرأ كل شيء ولا أتجنب أى نوع أدبى لأن النصوص جميعها ألوان منفردة عليها أن تتداخل وتجتمع لتشكل لوحة كاملة واضحة لتجربة القراءة.
* ما الذى يجعل أى رواية جيدة؟
- إلى جانب التقنيات المتعارف عليها، أن يجعلك الكاتب ترى من خلال السرد ولا تشعر فقط، فتمزج مخيلتك الصورة المشهدية الممكنة بالشعور والمعنى، وأن تطرح إشكالًا إنسانيًا فى مضمونها، وكذلك تملك الألفة التى ذكرتها سابقًا، حيث تجعلك تنتمى للعمل وكأنك بداخله، ومشاركًا فيه بكل انفعالاتك.
* كيف ترتبين كتبك؟
- بحسب النوع، روايات/ قصص / شعر / قراءات / فن، وهكذا!
* إذا افترضنا أنكِ أستاذة جامعية، ما المادة التى يمكن أن تدرّسينها، وما الكتاب الذى تقررينه على طلبتكِ؟
- سأختار تدريس مادة حول «قراءة الصورة فى الفن التشكيلي»، وسأقرر قصص بعض الكتاب الذين فككوا الصور الفنية داخل قصصهم كنماذج دراسية على طلبتي.
* ما الكتاب الذى تفاجأت بوجوده فى مكتبتكِ؟
- موسوعة أعمال وعالم “مارك شاجال” تعرفت عليها من فترة قريبة وانبهرت بها، ثم حصلت مؤخرًا لنفسى على نسخة جديدة منها وأنا شغوفة بها إلى أقصى حد! وكذلك نفس الشيء مع موسوعة ضخمة بالإنجليزية اقتنيتها عن طريق المصادفة لكل ما يتعلق بعالم بابلو بيكاسو. أشعر وكأننى أتجول فى متحف خاص داخل كلا منهما.
