17 ديسمبر 2019

لغة مقدسة بسبعة أرواح وبشر عاديون.. هل العربية غير قابلة للتجديد؟

__

 مشاركة من ملف "الجزيرة" عن عملية تجديد اللغة العربية، إعداد الشاعر "عارف حمزة" :
__

أسماء حسين للجزيرة: الحرّاس المتزمتون والموت السريري

تؤكد الكاتبة والمترجمة المصرية أسماء حسين من جهتها للجزيرة نت أنّ اللغة العربية -بعكس بعض الانطباعات التي تشير إلى قصورها عن التعبير أحيانا- تعد من أكثر اللغات مرونة.

وتبرر ذلك بأن للعربية "نسيجا طيعا يمكننا أن نضيف عليه ما نشاء من مفردات وألفاظ بما يتناسب مع كل مرحلة حضارية، فهي أولا وأخيرا تنتمي لنا، وقاموسها تحت تصرفنا. لذلك علينا الحرص على تجديدها بما يخدم متطلباتنا اللغوية لكل عصر".

وتستدرك صاحبة ديوان "أجمل الوحوش التي عضّت روحي" أنه ليس من الصحيح التعامل مع اللغة باعتبارها حبيسة داخل كهف يقف على أبوابه حراس لها، يظنون أنهم هكذا يخدمون لغتهم من التحريف أو التشوّه، فهم لا يستوعبون أن "حراستهم المتزمتة تلك تقود اللغة إلى الموت السريري".

وتستطرد أسماء بأن إحدى أزمات اللغة تكمن في "هرب أصحاب اللغة من لغتهم إلى لغات أخرى للتعبير"، وذلك حين لا تتوفر فيها صيغة تعبير منشودة في الحديث أو الكتابة عن مجالات شتى. 

وقالت أسماء للجزيرة نت إنه بسبب خشية المساس "بجذور اللغة"، لا نفكر بإضافة صيغ متفق عليها، في الوقت الذي "تتوفر عديد من المفردات في لغات أخرى، ميسرة واضحة، وقابلة للاستعمال، دون تخوفات أو تعقيدات نحوية".

أيضا هناك إشكالية المفردات الجامدة في الفصحى، والتي يبرر اللغويون التمسك بها كأصول لا يجب تحديثها، ويمكن استبدالها بمفردات أخرى أكثر مرونة، "ولكن تجد نفورا أو تخوفا من استخدامها لتشابهها مع العامية العصرية، مثل مفردة: تلفزيون، التي ما زال هناك إصرار لقصرها على: تلفاز، باعتبارها أصح لغويا، ونبذ الأخرى كشبيه عامي أو مستنسخ أجنبي، برغم استخدامنا لها في لساننا اليومي بالفعل، بينما في الحقيقة من الواجب اعتبار كليهما صحيحا، فمفردة تلفزيون أكثر ملاءمة للعصر وأقرب لألسنتنا"، وذلك وفق أسماء حسين التي تعتقد أن لغة اللسان الفاعلة لا بد من اعتبارها جزءا من تكوين اللغة الفصحى واستلهام المناسب منها، للإضافة عليها وتحديثها بما يحقق التوازن العصري للغة.

وفي استفسار للجزيرة نت عن استخدامها تلك المفردات في الكتابة، تقول المترجمة المصرية: "يحدث أن أتلقى أحيانا نقدا يخص استعمالاتي للغة، ومحاولات لتصحيحها وإعادتها إلى مسار الفصحى الثابت، بينما تخرج المفردات مقصودة تماما مني على هذا النحو، وأنا على قناعة تامة أن تطويري من التعبير بالعربية بما يناسب حاجة النص ويكسر عجزه اللغوي، أكثر نفعا وإثراءً للنص من التزمت الذي يقتل روحه المطلوبة. وبناء عليه، أعتبر لغتي العربية معيارية متطورة باستمرار".

‪الشاعرة المصرية أسماء حسين: اللغة العربية تعد من أكثر اللغات مرونة‬  (الجزيرة)


رابط الموضوع
هنا