7 أغسطس 2019

في ريح طيفك


تخيل أن تحب أحد ما حد الجزع، لو أن درويش كتبها "أني أحبك حتى الجزع" وليس التعب..
ففرط الحب مصحوب بتعبه اللازم، والعذب كذلك.. أما الجزع فهو أرقى وأعلى مقامًا في الحب، الجزع هو أن يبرح الحب بك إلى أقصى شغفه ولا تطيق صبرًا على وصله.. فتجزع إليه ! هو سفر القلب إلى المحبوب لشدة سُكره، أن تغصّ به كأنه إحدى المهج، تحمله معك، هو أن تنجزع الروح فتخشى وترتعد ولا تقو على الاحتمال دون ضمّ ظلك إلى ظله.. تخيل لو أن أحدهم مسّ صدرك هكذا وقال لك ألا تشعر هنا "أنك جزعت قلبي بحبك".. تخيل لو أن درويش كتبها هكذا "إني أحبك حتى.. الجَزع" !
ولكن الحقيقة في الحب أبسط من هذا كله، الحقيقة هي أن درويش لم يكتب عن جزع الحب بفصحاه كما غناه منير ببساطة ولهفة وهو يقول "خديني في ريح طيفك" .. حتى، حتى !