عندما تحب امرأة/ أخرى من قلبها، عندما تنضج امرأة بما يكفي لتصير روحًا كاملة تحب نفسها بثقة وتحب سواها محبة عادلة. بلا زلات انصاف النساء من نفسنة وبغض وعدائية وتنافسية. فإنها تحب لها ما تحب لنفسها وتفرح بنجاحها وفرحها وألقها كما تفرح لنفسها.. وتشعر بالفخر معها، بأنها تحقق ما تحققه من جمال وفخر. هناك نساء وصديقات أحبهم من قلبي وأسعد بهم حتى أني أعرض نجاحاتهم وما يصنعونه من جمال على ابنة شقيقتي الصبية التي أعد لها بمثابة أمًا ثانية.. تلك الشاعرة أحبها، حققت كل ذلك في سنوات قصيرة هنيئًا للشعر بها/ تلك كاتبة مفضلة لي ومن وطني انظري لما تحققه/ تلك رسامتي المفضلة التي املأ جدار غرفتي القديمة بلوحاتها/ وتلك صديقتي تكتب قصصًا لا اتوقف عن حبها، أشاهد صور صديقاتي الجميلات وأسعد بها بعين الحب التي تسعد بأحبتها. فلا يمكنني مثلًا أن أتوقف عن وضع القلوب تحت صور نور والابتسام أمام صورها. النساء اللواتي نحبهن يمنحن قلوبنا فرحًا آخر بما يصنعنه من جمال، ويصبح كل ما يفعلنه ينتمي بصورة ما لنا. أحس هذا الفرح الذي يلده الحب بين الأطراف، ولا يرهق أصحابه بعبث، وأتعجب لبقية من النساء وأشفق عليهن من ضغائنهن الشخصية العلنية منها والمستترة. بقية النساء اللواتي يهدرن طاقة الحب والفرح والسلام المتاحة تلك من أيديهن في عداءات صامتة وسرديات ذم مطولة عن بعضهن وحروب وهمية بين بعضهن البعض لا أساس لها سوى داخل عقولهن المرهقة بالمنافسات والغيرة وتفاهات الحياة الزائلة.
أحب النساء عادلات المحبة، مكتملات الروح، كثيرًا.. الأنثى العادلة جميلة في محبتها، مالم تصل النسخة الأخرى بنقصها وعجزها عن العدل في الحب إلى أن تكون عدوة أبناء نوعها. أفهم مع الأيام أن العدل في المحبة، ليس سهلًا.. فقط يتطلب من الروح نضجًا واكتفاءًا، وشجاعة كافية.