4 أبريل 2018

بين الحنين.. والأسلحة.


حفنة سنوات حافلة بكل أصوات الهتافات.. والأسلحة. ولازلت بجهلي الغزير لا أستطيع التفرقة بين "البندقية" و"الآر بي جي".. ولا أملك تمييز صوت الرصاص الحي من الصراخ في أنحاء الشوارع، بعد كل هذه السنوات ولا زلنا في كل مرة نستمع فيها إلى صوت الرصاص نرتعب وكأننا نسمعه لأول مرة. كيف يمكن للروح اعتياد صوت الأسلحة؟! ..
لست على يقين من أن أحدنا بإمكانه استعادة ذكرى أول مرة سمع فيها طلقًا ناريًا! لكني على يقين من قدرة الذاكرة على استرجاع أول أغنية نفضت القلب، وأول تنهيدة مرت على الشفتين.. واستحضار أصوات الغائبين في أذنيك، كالطنين العذب وانت تمشي بالشوارع.
فلا الذاكرة قادرة على استرجاع صوت سلاح.. ولا الروح تقوى على احتضانه. كما يأخذ القلب أصواتًا أخرى - أكثر جمالًا، ورحمة - في حضنه.
ولكن أن تعتاد صوتًا ما وتتعايش معه حتى يصبح جزءًا منك، أن يقاسمك الصوت في أذنيك ورأسك، ويألفه قلبك كالعش المهديء حتى تغفو.. أهذا هو الحب يا أم كلثوم ؟!