4 أبريل 2018

كل شيء أخضر.

عيناي ليستا خضراوان.. ولكن فيهما، كل شيء أخضر.

في المنزل كان كلما جز أبي نبتة من حديقتنا القديمة، تغرس جذرًا ناجيًا من الموت، يلتف حول قلبي.. وأشك بأنه لفرط ما استضفت سيقان الخضرة في قلبي، لذلك وجدت الحائط جوار سريري بغرفتي القديمة يرشح بالماء من مصدر غير مفهوم في وقت ما، ويتشعب طلاؤه، أمام دهشة أبي وتساؤلاتي.. كما لو أن الأرض تتطوع ليلاً لتسقي النبات في قلبي.

في دعابة تقول صديقتي: لا أرى قلب أسما إلا أخضرً.. إنها حين تغضب يصير فقط أخضرً قاتماً يحتاج للري سريعاً. تقول ذلك وتضحك على تذمّري.

في طفولتي أخبرت أمي أنني حلمت بشقيقي في ميدان حرب ينزف دماً أخضرً، قالت لي هذا لأنك تحبينه أكثر من بقية أخوتك.. ترينه من الداخل كما تعتقدين عنه.

لا أعرف إن كان قلبي أخضرً.. ولكن بداخله، كل شيء حيّ، أخضر.. لا أعرف إن كانت القلوب الخضراء تمنح من أحبهم يدًا، لكني لا أرى قلب الأرض إلا أخضرً.

أحب الأرض خضراء.. حيث في باطنها، وفي قلبي.. ما مات لن يموت أبدًا.

يداي ليستا خضراوان.. ولكن فيهما، كل ما أحب.. يصير توًا تحت لمستي، يصير.. أخضرً..

لا شيء يموت في قلبي.. لا شيء لا ينمو مجددًا

ما مات في تربة خضراء لا يموت أبدًا.