أعتقد أننا لا نخاف من طبيب الأسنان لشخصه، فهو في الغالب شخص طيب آخر، ولديه أبناء/ أشخاص يحبونه، ونقاط ضعف تعتصره الرحمة تجاهها، نحن نخاف من تلك الأشياء الحادة التي يستخدمها لتؤلمنا كما لو أن الأمر بيده. عندما سألتني موظفة الاستقبال عن اسمي منحتها اسم التدليل الذي اعتادت أن تنادني به أمي، لعلي أشعر بوجودها حولي عندما يخاطبني الطبيب مستخدمًا الاسم نفسه. لقد كبرت بما يكفي حتى من قبل غيابها، لأتجاوز حرج أن أصطحبها معي للعيادات لتمسك بيدي، بينما الطبيب يستخدم أشياؤه الحادة ليحفر بها الأنفاق داخل فمي. وصار علي أن أتعلم كيف أطمئن وحدي، وبلا أدنى خبر.
بعد أقل من ساعة، مرت كأنها زمن من الانتظار المتواصل، نهضت وقدماي ما زالتا ترتجفان، سألني الطبيب: هل هذا اسمك حقًا؟!.. أجبته: لديّ اسمان، وذلك أستخدمه فقط عندما أشعر أن الطفلة النائمة بداخلي، على وشك أن تستيقظ مفزوعة وحدها.