21 يوليو 2018

الشاعر يشبه نفسه..



أؤمن بأن الشاعرَ شاعرٌ في لحظات حياته كلّها؛ فأن يكون المرء شاعرًا يعني أن يكون إنسانًا. أعرف بعض الشعراء ممن لا يمت سلوكهم اليومي بأي صِلة لشعرهم، أي أنهم لا يكونون شعراء إلا حين يكتبون الشعر. ثم ينتهي الأمر وينقلبون من جديد إلى أناسٍ جشعين، مُنْغَمِسين بالملذات، متعسفين، قصار نظر، بائسين، حسودين. فإذن، لا أستطيع تصديق قصائدهم لأني أهتم لوقائع الحياة، فعندما أجد هؤلاء السادة يُرعِدون ويزبِدون- في قصائدهم ومقالاتهم – ينتابني القرف منهم، وأشك في صدقهم، وحينها أقول لنفسي: ربما لم يكن صراخهم هذا إلا من أجل طبق من الأرز الغني أو من أجل جسد أنثى!
 ينطبق الأمر ذاته على العديد من المبدعين والمناضلين والثائرين والمتثقفين وكاتبي المقالات الرنانة والعلماء والرموز. المبدع والمتثقف إما إنسانًا، أو جائعًا شرهًا آخر في طابور طويل من المدعين.