لقد كان يقول لي بمس من الجهل : أنا لا أعرف متى تحبين ومتى لا ..فأنت دائما وكأنك في حالة حب عندما تكتبين عن الحب".
ولكن يا عزيزي .. أنا أحب، دائمًا أحب.
أنا أحب الحب، وأعيش حالة الحب التي تفتحت في قلبي ذات يوم مجددًا بكل يوم، حتى وان لم يظل صانعها مكانه. فأحافظ على أثرها داخلي من الذبول وأعتني به كنباتاتي الخضراء التي أسقيها كل يوم كي لا تتوقف عن الحياة، ولا يتوقف قلبي عن القدرة على الحب .. لذلك أنا دائمًا في حالة حب.. حتى ولو من دون حبيب.
في الكتابة انت تكتب عن كل ما مررت به في الحب وما عبرك من عواطف، أو مازال عالقا بك سرا، مهما خبئته جهرا عن الآخرين، ولكن دون أن يطالك .. ولكن الواقع مختلف قليلا، فأنت تسير حذرا طوال الوقت من ان تطالك قبضته القاسية مجددا .. فتكتب عنه دون ان تسمح له بالاقتراب .. وتقتل الحقائق الجارحة عمدا، لتخفي أي أثر لليقين الذي قد تمنحه كلماتك بحجم ألمك. فتبوح ولكن، دون ان تتورط بالتعري كاملا ..
في الكتابة عن الحب لا شيء يوجعني، كما يفعل بي الحب ذاته.
الفرق بيني وبين كل رجل أحببته انه على ما يبدو كان يريد من الحب ما يحدث خلف الستار فقط، بينما أنا أريد الستار نفسه، أريد الحرير الذي يلفنا بالهدوء والنعومة والحنان سويًا دائمًا.
أريد أن أقول له: كيف لا تفهم أني لا أريد من الحب سوى لحظة تستكين فيها رأسي المنهك الحائر على سلام كتفك، وحضنا صادقا يصلح كبيت دائم للروح، وسلاما أبديا بيننا ..
الرجل عادة ما يمنح المرأة حنانا ليصل به الى رغبته من وجودها، بينما المرأة عادة ما ترضي للرجل رغبته فقط لتصل الى الاستكانة والحنان الذي يلي ذلك كله.
ان المرأة الحقيقية ما أن أحبت، تتمتع باللذة والعاطفة التي تمنحها للرجل أكثر من تمتعها باللذة والعاطفة التي تأخذها منه.
انها تجد متعة بذاتها في منح الحب دون اعتبار لجدارة الرجل به. وهذا ما لا يعرفه بعض الرجال ..
كنت أمنح كل رجل أحببته الحب بسخاء كامل .. فيمنحني الحزن في المقابل !
الحب والحزن أمور لا يجب أن تختلط، وإذا اختلطت معًا لا بد من الاستغناء عنهما كلاهما.
ولذلك سأجيب في كل مرة يسألني أحدهم: "من هو حبيبك الحقيقي؟"
وأقول: - القادم. لأنه المجهول. والذي لم يجرح شيئًا بعد.
يومًا ما نصحتني أمي وقالت: "ابتعدي عن الحب .. وغني له فقط".
وكانت أمي دائمًا على حق ..
فخفت ان أعمل بنصيحتها ولا أعرف لذة الغرق في الحب من شدة الخوف منه.
وخفت ان لم أعمل بها، أن تأخذني الوردة الى أشواكها !
الى أن فعلتها مرة تلو الأخرى.. وضل القلب قليلًا في الحب، ثم عاد. لكنه عاد مجروحًا وواهنًا، ووحيدًا أكثر من قبل.
ومن يومها وأنا أفضل أن أبتعد عن الحب .. وأغني له فقط. ما استطعت سبيلًا.
أعرف جيدًا كيف أحب، حين لا يكون لي حبيب.. مع كل صباح.