27 سبتمبر 2017

مينيماليزم





هل كنت رمادية لهذا الحد ؟
لأني لم أفكر في أن أعوّل على أيّ شخص أكثر من عدة دقائق، و لم أحتج لعينين تسبغان على روحي الدفء الذي يسكنها من قبل، أن لا تُلبس روحي المخدوشة روحًا أخرى لا تسرب سوى البرد .. و الوحدة ، مع الوقت اليها.

هل أنا جوفاء ؟
لأني لا أتجاوب مع الكلمات اللطيفة المزيفة، و لا يعنيني السعي أن أكون محبوبة في هذا الفراغ الكبير من التقمص، أني لا أحاول أن أزرعُ ذاتي في الناس لأحبها .. أو أن أجد لي مكانًا في قلوبهم، فأشعر بالأمان .

إنني أشعر بالحرية حين أمضي دون أن يلاحظني أحد، و حين أصمت بحرية دون أن يدعوني أحدهم للكلام.

هل أنا أنانية ؟ حين لم أقدم لهذا العالم أيّ تضحيات، حتى حلم بسيط بتغييره .. حين رأيت الضباب جليًا و لم أهتم و لم أكن معنية به . طالما الخضرة لا زالت في قلبي

لقد أدركت أن لا قوة في هذه الدنيا ستغير مسيرتي، لا أريد أن أنجذب، وأذوب سريعًا ..وأحارب لأفوز، حتى لا أخاف في نهاية المطاف بعد أن افقد الكثير من نفسي، و أنزوي بقلق، و أتعلّق بأشيائي فوق اللازم، وأراقبها خوفًا من أن يسرقها أحد، و أتسائل هل أستحقها حقًا ؟

جلّ ما أريده أن أكون خفيفة بلا متاع .. أن أتجرد من كل ما يربطني بالعناصر الأخرى في هذه الحياة ، أن أمضي رحلتي كما يمضي المسافر في رحلته بالتأمل .. متخففا، مسالما.. من بعيد.