27 سبتمبر 2017

"شمسيات وأحزان"


في تسجيل "قديش كان في ناس" القديم، تقول فيروز: "شمسيات وأحباب". وفي التسجيل الحيّ الأحدث (من حفلة "رويال فستيفال هول"/ لندن)، تقول: "شمسيات وأحزان". تلخبطت الست بين الأحباب والأحزان! ، وربما لم تتلخبط.. وربما، مع العمر، وجدت في كلمة أحزان، العبارة الأدقّ لتعني أحباب.
كم من سنوات مرّت بين التسجيلين؟ عشر؟ عشرون؟
تعرت روح الست تكشف عن ندوبهم داخلها بلحظة واحدة وأسقطت الرداء عن صوتها، وهي تشبه أحبابها بأحزانها، ربما لتعكس مخزون كل تلك السنوات داخلها، من خيبات المحبة.   بدّلت السيدة الأدوار بين الأحباب والأحزان! وهل هم شيئًا سوى ذلك ؟! .. الحب ليس سوى حزن جميل يأكل من قلبك ما يشاء، ويمضي في طريقه.. والأحباب هم دائمًا أحزاننا الحية. هذا ما نكتسبه من علم الأغنيات والخيبات معًا. وما عرفته الست لسنوات، وزلّ لسانها به في شجن حنون أمام الآخرين.. الأغنيات، دائمًا، تقول الحقيقة.