3 أبريل 2017

أخطاء بنوايا طيبة



لم يسبق لي أن كرهت بما يكفي .. مهما حاولت دفع نفسي للكراهية والتخلي عن تعاطفي الدائم تجاه الآخرين ومهما كانوا من السوء والأذى ما يكفي لكراهيتهم، أحاول وأفشل باستمرار .. يؤذيك الشخص تماما فتعجز عن كراهيته ثم تعود لتتعاطف وتغفر ، فيؤذيك أكثر ! .. وتشعر كم انت أبله ورخو القلب في كل مرة ..
 ذات يوم حاول رجلا ما قتلي، قتلي فعليا لا مجازا، بسبب ولعه المرضي بي، كان على أبي تسليمه للشرطة وكل ما فعلته أنا بمجرد ان رأيته يبكي أمامي أنني ربتت على كتفه ورفضت وجود الشرطة، امتنع أبي عن الكلام معي لمدة حينها .. والرجل، حاول ايذائي مرات أخرى !!!
 أغفر للأحبة خذلانهم وأمد يدي نحوهم مجددا مرات ومرات، يدي التي جرحوها وقصوا أطرافها من أول مرة .. فيغلقون الباب في وجه يدي التي تمتد لتضم وتربت .. أو يشهرون سكينا لقطعها !
 قال أبي يوما : مشكلتك يا ابنتي ، أنك تملكين شخصية أقوى من الجميع، ولكن لديك قلبا مفرط الرخاوة .. انك أقوى أخوتك، ومع ذلك تتركينهم يكونون الأقسى دوما وتتأثرين أمام أول أنّة"
 لا أستطيع جمع القوة بالقسوة مطلقًا، أنا فاشلة كبيرة في الكراهية، وخاسرة دائمة بمباريات القسوة مع الآخرين .. مشكلتي أنني دائمًا أنشغل بالحب أكثر.
 يخبيء الناس نقصهم خلف قسوتهم عادة .. بينما أخفي خلف قوتي الحنان الذي يغلبها في كل مرة !