من الغريب أن لا صورة تجمعني في طفولتي بأمي ونادراً ما أعثر على صورة معها، كانت هي من تقف عادة خلف الكاميرا لتوثق لي لحظاتي لأحملها بذاكرتي لاحقاً، تحمل كل الصور توقيعها دون حضورها فيها.. اهتمت أمي بأن تترك لي لحظات لا تتواجد بالضرورة في اطارها لأنها كانت في كل شيء بالفعل، ودونما جهد، يكفي أن أنظر لصورة ما كي أرى طيفها في خلفيتها أكثر مما أرى نفسي وأبي والآخرين. كشخص أصيل أو كخالق حتى في غيابه عن المشهد يطغى حضوره على كل شيء فيه.