6 أكتوبر 2016

ما لن تعرفه سوى الوحدة




من الصعب فهم مشاعر امراة وحيدة .. مهما حاولت بالأمر.
امرأة لا تعول على احد، اى احد .. تعاني من سوتيريوفوبيا حادة تغرق قلبها، كلما خذلها أحدهم ودفعها الى البئر مجددًا.
تائهة .. وكأنها على متن زورق بخارى لا تملك هى دفته !
لا تخاف كثيرًا من الموت، بل من الحياة الناقصة.
وتخاف كثيرا أن ينفرط الشغف من بين يديها، كقطار هارب ولا حيلة لها في ايقافه
.. !
يوجعها الفراغ .. فتوجعه بالكلمات حد الامتلاء

انسانة جيدة. ولكن، مثلي، ناقصة حضناً.
تشعر بحاجتها اليومية إلى العناق، والبكاء على كتف دافيء.. أكثر من حاجتها إلى الماء أو الأكسجين
وقلبها كالورقة المتعلقة بغصن خريفي , لا تحتاج الا الى هبة ريح صغيرة... لتسقط.
ليس سهلًا أن تتصالح مع ذاكرتها البعيدة دون كل تلك الغصات الصغيرة التي علقت بقلبها.
يفتتها الحنين الى ذكريات صغيرة ميتة تطلب الرحمة والمغفرة.
تبحث في الزحام عن يد طيبة تنتشلها برفق ولا تجد أحدًا، فيسمع قلبها منير وكأنه ينادي معها ونسًا غائبًا
/
"
بشويش نمد الايدين  ..ياللى انت جنبى انت فين !"

من الصعب فهم مشاعر امرأة مثلي ، مست روحها الغربة 
مزدحمة بحساسيتها .. وفارغة الا من الوحدة
مياه قلبي كافية تماما لأغرق .. دون أن يدفعني الغرباء الى بئر يوسف المظلم
تعلمت أن أتدبر الامر وحدي .. الى أن تأتي المساعدة متأخرة، فأرفضها بأدب
واعتدت أن أتعايش مع وجود الخنجر في قلبي .. ثم أعيد ترتيب ما أفسده الآخرون داخلي.
وليس الطريق ما يخيفُني بالمرة .. انما الضياع فيه.