4 يناير 2016

مخاوف دقيقة للسقوط



ما أخشاه
ليس السقوط الحاد والسريع
كمنتحر من شرفة في الدور السابع
ما أخشاه
هو أن أسقط بخفة وبطء
كريشة تتهادى في الهواء
دون أن يكون هناك
ما يهيئني للارتطام
أخشى كل ما يحدث ببطء
الشق الزمني في الجدار
التجاعيد في الوجه
الذبول في الشجر
للبطء سطوته
وخطورته الحية.
غالباً ما يكون العنصر الكفيل بإنجاز المهمة
عبقريته في بساطته
يكفيه أن يعلّم هدفه بدائرة حمراء
ثم ينطلق نحوه بدأب
وصمت يقظ
يتحيّن لغفواتك وانشغالاتك
ثم ينسل عبر الشقوق
ومن تحت الأبواب
يدخل إليك عبر مسام جلدك
ومن تحت أظافرك
حريص على أن تعتاده دون أن تلحظه
يعي جيداً خطورة الألفة
فيسخرّها لغايته
يزحف تحت قدميك
ويستهلكك على مهل
حتى إذا ما انتبهت
وحاولت التصدي له
تفاجأ أنّ ما تبقى من طاقتك
لا يكفي حتى للوقوف على قدمين

وهكذا هو
السقوط في الحب