19 ديسمبر 2015

صداع في القلب


أقرأ الأدب / أضحك بصوت عالٍ وهش معًا / أكتب عن أسما، أقول كلامًا كثيرًا، وأرسم / أحب برامج السينما، والشعر، والحيوانات / على الأرض منذ 90م .. ولكني مللتها
أحب فرانسواز هاردي وإيمان مرسال وميلان كونديرا وفؤاد حداد ونجيب محفوظ واديث وبابلو بيكاسو / وأكره الفاصوليا ولارس فون تيرير/ سأموت وفي روحي شيء من أم كلثوم.
أتبع قلبي كأعمى تتتبع يده - بثقة - الدرابزين المحطم في الظلام.
عيناي ليستا خضراوان اللون، ولكن فيهما.. كل شيء أخضر
سأموت وفي روحي شيء من اللون الأخضر.
أحب الطعام الإيطالي، الأغاني الفرنسية، السينما الأوروبية، وموسيقى الجاز. وأكره الطعام الصيني والتاريخ الأمريكي واللغة الهندية. بإمكاني طي العالم داخل خريطة من منزلي.
أخاف غضب نباتاتي عليّ إن أهملتها.. أكثر من غضب كل الديانات السماوية/ بأحكامها الطيبة والغليظة.
أحب صوت وردة أكثر من أخوتي / ربما لأنه يشبه روح أمي / التي أحببتها أكثر من نفسي / كذبت على كل الأشخاص في حياتي كذبة واحدة وهي أكثر أخطائي براءة وعجزًا.
العالم يحتل رأسي.. أغسل عقلي كل يوم من بذاءته كي لا تلتصق بي
كلما أفرط العالم في البذاءة.. كنت أغلق الباب وأهرب إلى اللوحة. أرسمها.. أو أشربها.
عزيزي بابلو.. انهم يشربوننا كل يوم.
كلما صفعتني الخسارة أخذت حزني في حضني كدمية بلا عيون، ودخلنا في النوم الطويل الذي لا صوت له. النوم هو هاويتي حتى أستجمع قواي وأقف على قدمين.
لا أصيب الهدف دائمًا من المرة الأولى.. في الرماية، أو الشطرنج، أو الحب.. أو التجربة.
أخاف شعوري الدائم بأنني لم أكن أبدًا كافية.  ولم أنجح حتى لمرة إلى نهايتها، في أن أبدو قاسية.
حاولت أن أقول هذا في الشعر، لكن أحدًا لم ينتبه لي، قبل أن أغلق الباب على عمليات الترميم في وجه كل الرسائل المهذبة :
بسبب أن كل قلب يعبر قلبًا آخر يمكنه أن يكون نسيمًا أو رصاصة أو سكين جزار.. أحمل الكثير من الندوب.
بسبب أن الأمل صفعني أكثر مما فعلت الكوابيس.. أجمّل الكثير من الكدمات.
بسبب أن كل عناق مع أرواح غريبة تحول إلى نفق مظلم وعضات زرقاء مسعورة.. أخاف أفلام الرعب.
بسبب أن بعض العلاقات اسم مستعار لحلبة المصارعة.. أضفت الحطام إلى كل العمليات الحسابية للبقاء.
بسبب أن المفضل ليس أحدًا منا.. رفضت أن أكون الطفلة المفضلة.
سأموت وفي روحي شيء من بسام حجار.
أحب دخول حفلات السينما وحدي صباحًا.. لكنني أجلس لآخر التتر وكأنه بجانبي لأنه سيعرف ويشعر.
القلب الذي وجدته في ذاكرتي، صديق عزيز لكن أحمق، كان يلعن الحب مرة ويقع فيه مرات !
الموتى ينامون عرايا.. لكني أرتدي كل خساراتي.. ومع ذلك ينال مني البرد دائمًا.
أكره أخطائي كما أكره الزواحف.. كلاهما يسبب لي الأذى حتى دون لمسه.
أكره زلاتي السخيفة بحق الآخرين.. كما كرهت طعم الموت في فم روحي.
فقدت وطنًا، وعالمين، ومدينة أحبها، وأمًا وأمومة وحبًا، فقدت حقًا في خوض تجربة، وشارعًا طيبًا طويلًا يحتملني، والكثير من الكسور البشرية.
الفقد علمني أن قوتي في التخلي ينبغي أن تفوق عاطفتي أحيانًا.
في الطريق، لم أفقد اتجاهي.. لكني فقدت القدرة على المكابرة.
لو أن أمي لم تمُت، لوجدت من يلملم شعري عن وجهي حين أبكي.
لوجدت من يلملم شعري عن وجهي - بحنانها - ويضمني كما يضم البيت أهله حين أبكي.
الفقد يتكرر، والوحدة تمشط شعري.. تسكن ليله الأسود كقطة.. ويد أمي العاجزة تبكي في الصورة /
قصصت شعري.. والفقد لا زال يتكرر / أتعرف صداع القلب؟.. هذا يشبه صداعًا في قلبي.
أحب مواء القطط / أضحك بصوت هش عالٍ / أسمع فرانسواز هاردي/ أكتب عن أسما.. آخذ بانادول اكسترا وأمشط شعري.