اللحظات الأقسى من موت أصدقائنا وأحبائنا ليست تلك التي تلي موتهم مباشرة، والتي قد يتسابق إليها الجميع بضراوة، وكأن الوفاء الوحيد للحب هو الموت.. بل هي اللحظات اللاحقة، البعيدة، المتسللة فجأة في قلب لحظة عادية، وأنت تقلب في صورك القديمة، أو دفتر أسماء الهاتف، أو حتى قوائم السوشيال ميديا، تلتقي بتعليقاتهم الماضية على شيء يخصك، أو تتعثر بهم في حدث ما، صورهم، آرائهم، نكاتهم، فتشعر بقبضة تعصر قلبك فجأة، وتذرف دمعتين، وتنظر إلى تلك الوجوه العزيزة التي رحلت مبكرًا عما تحتمل بكثير، ولا تجرؤ أصابعك رغم علمك بانقطاع الاتصال على حذفهم من أي قائمة.