في بدايات كل العلاقات الإنسانية يبدو كل شيء جميلًا وطيبًا.. وحالمًا ربما. لأننا لم نختبر صفاتنا البعيدة عن الضوء بعد. وأغلبنا يقدم أفضل ما عنده. لم نرى صورة عن دواخلنا أمام الاختلاف والعثرات ومفترقات الطرق. أو نعلم طبيعتنا في الخصومة. في النهايات، والأسرار التي لا تدرك خلف الكواليس، ومواقف الذروة والاختبار، تتضح قماشتنا الداخلية. نلمسها جيدًا، دون اهتمام بما صممت عليه ليبدو خارجًا. لذلك لا أحد يعلم عن العلاقات الإنسانية شيئًا واضحًا سوى أصحابها.
ربما أسوأ صفة في إنسان آمنت به ووضعت ثقة فيه، أو حملت محبته، هي الخيانة. وأسوأ صفة في إنسان اقترب منك وتفرق بكم الطريق، الفجر في الخصومة.
إن أمسكت بنفسك متلبسًا بالاحتفاظ بأثر من المحبة بعد كل ذلك، وعاجزًا عن رد جرح بمثله، أو فعل رديء بآخر، ليس عليك أن تستاء من شيء.. في أبسط الأحوال أنت أهل للمحبة. وبشكل ما هذا جيد رغم كل ما يتخلله من أخطاء وحماقات.
أما إن شاهدت إنسانًا يصر على خذلان الفرص الطيبة، وتكرار أخطائه مرة بعد أخرى، دون أن يتعلم شيئًا.. ليس عليك أن تشعر بشيء لأجله. أي شيء. أحيانًا ليس عليك حتى أن تفتح الباب مجددًا له. في أبسط الأحوال هو أهل للخسارة. وهذا بائس، مهما أقنع أحدهم حاله أنه على صواب.
أعتقد أن أكثر الأشخاص بؤسًا، من يفجرون في خصومة أمام شخص اختار أن يظل كريمًا تجاههم أو مراعيًا لذاكرة المحبة.