30 نوفمبر 2018

أن يتذوق فمك قلبي



أنا لا أعرف عن قلبي
سوى أنه يحب
أحيانا أقشر برتقاله، لأطعم منه الأرض
تبصقه في وجهي بفظاظة
وتسبّني بلا داع
تنعتني بما لا يشبهني
لكنه يحب.
قلبي يؤلمني كثيرًا
أحيانًا ألمس يد الله بهشاشة
وأضعها عليه، أرجوه ليمسده بأصابعه
ليقلّبه بين يديه حتى ينضج
أحيانًا تشوي التجربة قلبي
يحترق. ولا تتغير ملامح الحب عليه.
قلبي يضللني كثيرًا
يركض ولا يعود سوى بكدمة
قد أتذكر رجل أحببته
كان يلمسه بأصابعه
ليمشط شعره، كرأس طفلة طيبة
وأتذكر كيف صفع الطفلة
بقسوة أحيانًا. لكنها ظلت تحب.
أحيانًا أكون فتاة سيئة
سيئة لأنها تخطيء كثيرًا
وتتعثر في وحل البشرية دون حذر
أخاصم نفسي شهورًا
شاعرة بالخزي من عثراتها وطيشها
لكنها في المرآة طيبة، طيبة
أنظر لها بعطف وأغفر كل أخطائها
لأن لها على الأقل قلبًا، لا يتوقف
عن أن يمتليء غارقًا بالحب.
أعرف الأذى، كما أعرف الخسارة
جيدًا وفي العمق. أحمل ندوبه.
قلبي هدف رماية مثقوب حتى آخره
بالأذى الذي لم أقدمه مطبوخًا لسفرة أحد.
لكن ثقوبه لا زالت تحمل الحب.
لا أعرف عن قلبي شيئًا
سوى أنه بذرة صغيرة خضراء
نطفة فاكهة مرة تنتظر السكر والحب
أنا بذرة مغمضة تريد أن تنمو في حديقتك
أريد من فمك أن يمضغها برفق
فمك الطيب، الحنون، العادل في جماله
الفم الذي يحمل لي صوته الصيف والسحر
والأحضان الآمنة
أريد أن يتذوق فمك قلبي
لأكبر في داخلك، لأنمو، وأصير شجرة
شجرة لا تخاف إن أزهرت في أرضك
أن تودع أخشابها ذات يوم وتصبح بيتًا.