كنت ماضيًا وفي فكرة طفولية، أعتقد أن كل حكايات أمي ولدت معي، كل قصة تحكيها وكل أغنية تدندنها، كانت إرثًا رتبته لي. كل لحظة اختزنتها أو ذكرى خبأتها خصيصًا لتفتحها لأجلي. ثم صنعت منها بيتًا وأنجبتني لأبقى داخله كحدث فطري. أبواب البيت خلفها عمر أمي، كلما فتحت بابًا عاد بي سنوات لم أكن فيها، لكنها صنعت لأجلي، وحجراته تخبيء داخلها أشياء كثيرة، أشياء كلما مشيت بينها حافية تحولت إلى أشجار وشوارع من الحكايات تصعد على كتفي، أو أطفال وشخوص تلعب معي. الآن: كل البيت داخل أمي. وكل أمي داخلي.
أنا امرأة حامل دائمًا في بيت ما، لكنها لا تلده أبدًا. لأن الطريق في عالم آخر.
بدلًا عن ذلك أرسم القصص، وأرسم داخلها شوارعًا وبيوتًا، وأنادي شخوص منزلي ومخلوقات روحي لتسكنها معي.. أخترع حكاية جديدة كلما افتقدت البيت، وأخترع بيتًا جديدًا في كل حكاية، وتلد ذاكرة البيت أمي. والآن: كل البيت داخل أمي. وكل أمي داخلي. وأنا داخل الحكايات.