3 فبراير 2018

Black Swan Era ..




أشعر أنى أتغير يا نورا
أصبح أكثر عقلانية .. أصبح أكثر أنانية
أشعر بالريشات السوداء تنبت من تحت جلدى
وبالأظافر الطويلة التي تخرج من روحي، لتجرح ! حين أنجرح
وأحزن، على ما صرت أستطيعه.. لكني أتعلم أن أطمئن.
أطمئن الى ما خلقته مؤخرًا داخلي .. من انحياز عاطفي
وإلى قدرتي المستجدة على القتل، من أجل النجاة.
اننا جميعًا ندرك هذا .. عليكِ ان تقتلى بجعتكِ البيضاء أحيانًا.
البجعة التي تخسر دائمًا لأنها تراهن بقلبها على الطاولة
والتي يعتبر الجميع أن طيبتها "هبلًا" .. وانسانيتها "سخافة ومبالغة".
والتي كلما أمسكت يدًا بحب.. جرحت اليد أصابعها بقسوة
ماتت، الله يرحمها.
وسامحيني ان لم أحزن عليها كما يجب
لقد حاولت أن أظل شخصًا طيبًا طوال الوقت.. لكن البشر لا يساعدونك على ذلك.
فكان علي أن أصنع درعًا دفاعيًا من الحياد المطلي بذهب القسوة الصيني.
قررت مؤخرًا ألا أبذل طاقتي لأى شىء سوى نفسي. وألا أحارب لأى قضايا خاسرة، أدرك أمر خسارتها مبكرًا بداخلي. أنا قضيتي الوحيدة الآن والتي لن أسمح بخسارتها أبدًا. وما أخسره فى المحاولات سأربحه فى الجولات.. انها مسألة مبدأ !
لطالما كنت أنا الشخص الوحيد الذي أعرفه ويحقق لي أحلامي البسيطة، التي انتظرتها طويلًا من الآخرين. حتى لو حلمت بوردة بيضاء من يد حبيب.. أهديها لنفسي في لوحة.

صدقيني، ستتعلمين مع الوقت مهارة الاكتفاء بنفسك.
ستتعلمين التغاضي عن أي شيء قد يعوق طريقك أو يضعفك. ستتعلمين التخلي عن اقتناء أي شيء لن يستمر معكِ حتى وصولك إلى القبر. ستتعلمين مع الوقت، فن الاستغناء .. حتى عن أحلامك. ستتعلمين بعد أن تضطري مرة بعد مرة للفقد، وللتخلي عن شيء ما، وشخص ما رغمًا عنكِ !
ستتعلمين مع كل محنة وكل خسارة وكل خيبة في ما تنتظرينه من الآخرين، مقارنة بما تقدمينه لهم من خير وعاطفة.
ستتعلمين كيف سيتوجب عليكِ أن تضحي بأي شيء في سبيل نجاتك، دون عاطفة. بينما لا يجب أن تضحي بأي شيء من أجل العاطفة .. إنها مسألة توازن.
والتوازن هو ألَّا تسمحى لأى شخص بأن يحبكِ أقل مما يرضى حبكِ لنفسك .. طالما أراد التقرب من أبواب قلبك، والا فليكتفى بالوقوف على العتبة كالغرباء !
ستتعلمين، وسترين أن كل الديانات لا تعلم أكثر مما تعلمه لكِ جروحك الصغيرة. وخيباتك الماضية.
يركض الناس بعد الخيبات كأحصنة السباق العمياء، نحو أنفسهم فقط.. وتستمر الطيور بالطيران اعتمادًا على نفسها فقط.
على الطائر أن يكون نرجسيًا في خوض مساره بقدر استطاعته.. حتى لا يسقط صريعًا ويخسر حريته؛ وأن يكون قويًا حتى يحافظ على مساره دون حاجة إلى مساعدة قد تخذله، كي يحمي طيرانه من التخبط. وكي لا يفلت جناحه من يد تعلق بها خلال أقصى ارتفاع ممكن إلى الأرض.

لأن الأمر كما تعرفين، لا أحد يُعلِّم العصافير الطيران، أو يطعمها حبًا، بل الجميع يحاول اصطيادها !