4 سبتمبر 2017

المرض ومكروهات أخرى



أكره المرض والشعور به.. أكرهه حتى أكثر من كراهيتي للقسوة في طباع الآخرين. المرض هو قسوة الطبيعة نحوي. 
أكره أن أشعر بالعجز على أي نحو.. لطالما كرهت العجز والركود.. حتى أنني أكره الرقاد في السرير الذي أستمتع بالتكاسل فيه بإرادتي، إن جاء عن عجز. أشعر باليتم هكذا أكثر؛ دون يد تلمس جبيني بحنان وتمر بشعري، دون ذراعان يحملانني بينهما.. وحضن يطوقني من الخلف كطفلة في أمان تام. اليتم من أنها ليست هنا مجددا إلى جواري ولا أحد هنا. المرض يذكرني أنني بلا أم. بلا أحد وبلا شيء حقيقي. يجعلني غزالة استسلمت للسقوط ويسهل قنصها في أي لحظة. وليست الغزالة التي لا تكف عن الركض من كل الأشياء وتظهر شراستها المراوغة هي الأخرى إن لزم الأمر. المرض ببساطة يعري هشاشتي ويضع ضعفي ووحدتي معي في سرير واحد. ويحمل لي العدوى بكل خساراتي مجددا.
المرض ينتزع الطفلة الخائفة من داخلي بقسوة.. ويضعها في سريري دون موافقتي أو غفراني له.
يقترب ظل أبي مني بقلق "تبدين هشة" .. تهمس أمي بحب من صورة الجدار: "إنها هشة." لطالما كانت كذلك.