بعد كل حصة للرسم في الصف
كنت أرفع يدي
حتى لو لم يكن الدور عليّ
وأركض لأمحو الألوان عن سبورة الرسم
وحدي كنت أعرف
ماذا يعني أن تموت لوحة
أن تُمحى عن الوجود وتُنسى
أن يتلاشى مشهدٌ كان حيًا في عمر الطبيعة لوقت مضى
لذا كنت أمسك بالممحاة وأمحوها لونًا لونًا
كانت كل الألوان تتطاير
وتدخل إلى صدري
وكان ذلك حينها، عزاءً كافيًا
شعرت أن موت الألوان في صدري
نجاةٌ لها.
على أية حال، لن تضم اللوحة عينٌ
كما تضم عيني ما تراه بحنان.
قد أمنحها لاحقًا قبلة حياة
وأطلقها من شباكي على الصباح
أو أصنع منها لوحة أخرى
أو أستعيد كل تلك الألوان من روحي
في أصابعي العارية
حين ألمس من أحب..