لم أعان من الوحدة قط، لطالما أحببت البقاء وحدي في غرفتي. بالطبع مررت بمشاعر عديدة تغري بالإنتحار، ونوبات الإكتئاب، والمرارة - شعرت بالمرارة أكثر من اي شيء آخر.
لكني لم أشعر للحظة أن وجود أحدًا معي بالداخل قد يعالج تلك النوبات. أو أن هناك أي عدد من الناس بإمكانه مشاركتي تلك الغرفة.
بعبارة أخرى، لم تكن الوحدة مصدر ازعاج لي قط، فلطالما شعرت بميل ورغبة ملحَّة في العزلة، في حين يحدث أن أكون بإحدى الحفلات، او داخل ملعب ملئ بالجماهير الصاخبة، في لحظات كتلك ربما تتبلور وحدتي أكثر.
سأقتبِسُ قول لإبسن هنا : "أقوى الرجال هم الاكثر عزلة !" لم يراودني حتى تفكير آخر مثل: "ربما تأتي شقراء جميلة، أنشغل بمضاجعتها ومداعباتها لي.. وسأصبح بحال جيدة". لا فائدة من ذلك.
أو كما الحال المعتاد مع دعوات المحيطين بك: "انها ليلة العطلة، ماذا تنوي؟ أيعقل ان تبقى جالسًا هكذا فقط ؟!" حسنًا هذا بالضبط ما سأفعله. لأنه لا شيء بالخارج، سوى إنتاج الحماقة، وإختلاط الحمقى بالحمقى ! دعهم يتحامقون معًا.
لم أتكلف عناء حاجتي للخروج مسرعًا في الليل لأجل أي شيء. لازمت الحانات، لأنني فضلتها عن الاختباء في الأبنية والمصانع. هذا كل ما في الامر !
أعتذرُ للملايين منكم، لكني لم أكن يومًا وحيدًا، بل أحب نفسي كما يجب فقط، وأراني أفضل وسيلة ترفيه لذاتي.
لنحتسي بعض النبيذ الآن!
* ترجمة أسماء حسين