31 مايو 2017

حين لا أرى الحب


هذه المرة لا أريد أن أكتب عن الحب أو عمن أحب .. لا أرى الحب في أي شيء، لا أرى أي حب في تلك العيون العابرة حين تنظر إلي، ولا أشعر بأي دفء من أي اتجاه، لا يصلني أي شيء.. سوى البرود، برود غريب يلتف حولي يهزم دفئي الهش من الداخل. برود يلسعني كسوط على قلبي كلما بدأت طريقا اتوهم الدفء داخله.. فأدرك متأخرة أنه ليس هناك أي شيء لي داخل هذا الطريق. بل ربما المأساة هي أن كل شيء يصلني.. كل ما لا يجب علي إدراكه واكتشافه في الآخرين، يعرف الطريق إليّ.. إنني أشعر بكل شيء، بما يحدث وبما حدث وبما خلف كل ستائر وكلمات وأفعال الآخرين. هذا يجعل الأمور - عكس ما أظهر لهم - داخلي أصعب.
أستمر في الكتابة عما مضى، عما انفلت مني ولن يعود مجددًا .. وربما، أبدًا ! أجلس للحظات في ذات الأماكن التي كان لي بها عهد منذ سنوات، وأشعر أنها لم تعد لي ولم يعد لي أي حق بلحظاتها، الغريب أنك إلى جانبي طوال الوقت، ولسنا معا هذه المرة .. "فداحة أن تكون محكومًا بالممكن" أن نريد، ولا نستطيع ..
يدك لا تدعم يدي في الطريق.. وتترك أصابعي لأيدي الناس العابرة، الأيدي الباردة والأيدي القاسية والأيدي التي تفلت أكثر مما تحتضن أثناء عبور الشوارع.
ولكنني أستمر في الكتابة عما أعرفه تمام المعرفة، عن تلك الذاكرة الطيبة.. عوضًا عن توهم الدفء في طريق بارد ومليء بالغربة، أمشيه وأحاول فيه وحدي.
يقال أن للكتابة قدسية، والكتابة تشبه قلبي .. لا تستطيع احتواء البرودة.