4 نوفمبر 2014

الأمان على الرفقة ..


أنت الذي انشغلت بحب مفردات العالم، حتى لا تلتفت إلى الناس، كنت مشغولًا بالكتابة عن الحب الذي مضى وكأنك لا تريد التنكر له، بينما كان الآخرين مشغولون بعيشه من جديد كل يوم مع كل عابر بنفس التفاصيل والأريحية، لكن ماذا يعنيك بالآخرين على أي حال، ما دمت صديق نفسك الوحيد الحق. خفت من الحب، خفت أن تكشف نفسك لأحدهم فيشقيها أو يرفضها، ولا تعود أبدًا كما كنت، أن تسلّم نفسك التي احتضنتك في كل يوم صعب وتجاوزته معك، إلى من يجرحها ولا يحفظها ولا يعرفها ابدا، ورغم شعورك الشديد بالوحدة إلا أنك فضلّت الشعور بالأمان، على الرفقة، اخترت أن يرتجف قلبك فقط حين يقرأ قصيدة، حتى إذا ما آلمك هذا الشعور، أنهيتها وتوجهت ببساطة إلى النوم. وفضلّت أن ينكسر قلبك من أجل أحزان مؤقتة، ولا ينكسر من أجل أخطائك التي لا رجعة فيها، وتِركَتك من الندم الحر. كرهت هذا الشعور بالضعف الحي المؤقت، وكرهت أن تغرق في الحزن الشائك، كرهت أن تسيطر قوة عظمى على قلبك، أن تتحكم فيه، فلا يعود صديقك الوحيد، الذي يملأك بكل ما استطاع من المشاعر الجيدة، للحياة، للتفاصيل، للمخلوقات الصغيرة، للأطفال، للكتب، ولمن بحاجة حقة إلى عاطفتك.. بل يصبح قاتلك الأسهل. كرهت أن ينصب الحب الوافر في قلبك، على جرم واحد حامل محتمل للأذى، والفضاء مليء بالنجوم الطيبة عن بعد.