25 ديسمبر 2015

ثلاث سنوات عجاف


أما عاد في العمر متسع لأن أسمع صوت فاطمة الحلو مجددًا وهي تغني في هذا المطبخ ؟!
كيف تسنى لهذا المكان أن يطيق صبرًا لفراق صوتها الحنون ودِفا أنفاسها حوله وتحمل صمت غيابها كل هذا الزمن، لو أنني طقت ! واستطعت صبرًا وصمتًا !
ثلاث سنوات وشهران يا فاطمة، والأيام تمر .. بينما الوجع يقف محله !
ثلاث سنوات وشهران وتسعة عشر يومًا، وكل الأشياء تتحرك من حولي .. عدا الدموع التي لا تتحرك خارجًا وتعلن عن نفسها، وتحتبس في العين أمام وحدتي بعدِك.
ثلاث سنوات غيّرت كل شيء .. وتلك الغصة التي تخصكِ تقف في حلق القلب لم تغير مكانها أو تخفف حرقة.
ثلاث سنوات وشهران، ولا زال في العمر متسع .. لأوهم الحياة بأنها لم تهزمني وتخسف بقلبي في التراب مع روحك ! وأنني قوية بما يكفي للمواصلة من دون ذراعيكِ حولي.
زمن طويل يكفي لأتصالح مع الحياة بعد أن كسرت الذراع الوحيد الذي يؤلمني إذا التوى .. وقصير جدًا على أن يذهب برائحتك من ملابسك وخضرتك من قلبي.